افتتاح الدورة الـ 12 لمهرجان سيدي بنور للحلقة والفنون الشعبية
افتتاح الدورة الـ 12 لمهرجان سيدي بنور للحلقة والفنون الشعبية
افتتحت أمس الخميس الدورة 12 من مهرجان سيدي بنور للحلقة والفنون الشعبية، المنظمة إلى غاية 6 نونبر الجاري تحت شعار “فن الحلقة، إرث ثقافي موروث”، والتي تروم إحياء وتثمين هذا الموروث الفني الشعبي المغربي بامتياز.
وتعرف دورة هذه السنة، المنظمة من طرف جمعية فرقة ناس الكوميديا تحت إشراف عمالة سيدي بنور والجماعة الحضرية للمدينة، مشاركة عدد كبير من فناني الحلقة ورواد الفنون الشعبية إضافة إلى بعض الفرق الفنية التراثية المغربية.
وتقام دورة 2022، التي أطلق عليها اسم “دورة الفنان سعد الله عبد المجيد”، في فضاءات شارع محمد الخامس ودار الشباب وساحة حديقة الزرقطوني بمدينة سيدي بنور. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، قال مدير المهرجان محمد البوساتي إن هذا المهرجان يواصل على مدى 12 دورة، الاحتفاء بالفنون الشعبية التراثية على العموم وفن الحلقة على الخصوص.
وأبرز أن هذه التظاهرة الفنية التي تأتي تزامنا مع الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء، تروم تثمين التراث الثقافي والفني للمغرب باعتباره رافدا مهما من روافد الهوية الوطنية، وكذا تنفيذا لاستراتيجية جمعية فرقة “ناس الكوميديا” الرامية إلى دعم الإبداع الفني وتثمين المبادرات التي تعنى بالتراث.
وأضاف السيد البوساتي أن الدورة التي تحمل اسم “سعد الله عبد المجيد” باعتباره واحدا من أهم الفنانين المشتغلين على التراث والفنون الشعبية، تحظى بتنظيم محكم يلائم التجربة التي راكمها المنظمون خلال الدورات السابقة، ويتماشى والجهود التي تبذلها الجمعية للرقي بهذا المهرجان عبر العمل على تثمين هذا التراث محليا ووطنيا.
وفي تصريح مماثل، أكد الفنان المحتفى به سعد الله عبد المجيد، عن سعادته بهذا التكريم، مشيدا بهذا المهرجان الذي يهتم بالثقافة والفنون، ويسلط الضوء على واحد من أعرق الفنون التراثية في المغرب وهو فن الحلقة.
من جانبه، أبرز الفنان الشعبي قرميم سعيد الأسفي العبدي، المشارك في المهرجان، أنه امتهن فن الحلقة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وقام ببحث ميداني في فن الحلقة لتسليط الضوء من خلال النبش في الذاكرة التراثية على رواد الحلقة وصناع الفرجة، الذين توفي الكثير منهم وذهبت معهم أسرار ومهارات كثيرة، مشيرا إلى أن الحلقة لم تكن تقتصر على فضاء ساحة الفنا بمراكش ولكن هناك فضاءات وساحات أخرى بمدن تاريخية عريقة، منها أسفي ومكناس وفاس والرباط وتطوان والناظور.
وأكد الفنان الملقب ب “سعيد فليفلة” أن للحلقة رواد وفنانون متميزون منهم النكات والحكواتي والراوي ومروض القردة ومروض الحمير والثعابين والحمام، وذكر على وجه الخصوص المرحوم بولقطب الذي كان يعمل رفقة حيوانات مختلفة (الماعز، الدجاج..) بعد ترويضها، والعواد الذي جمع بين الكلب والقرد في الحلقة، والطيمومي “فيلسوف الحلقة”، و”بقشيش” وغيرهم.
ويشار إلى أنه تم على هامش الافتتاح تكريم الفنان الكاريكاتوري العوني الشعوبي والكاتب والشاعر الطاهر لكنيزي. وتشكل الفنون الشعبية وفن الحلقة في المغرب جزء من الحياة اليومية للمغاربة ومرجعية للهوية الوطنية، ومن هذا المنطلق، وحسب العديد من المتتبعين، يعد مهرجان سيدي بنور للحلقة والفنون الشعبية، الذي انطلق، في دورته الأولى، سنة 2009 تحت شعار ” فن الحلقة جدور وامتدادات”، موعدا سنويا مهما لإحياء وتثمين هذا الموروث.
وتقترح الدورة 12 من المهرجان، علاوة على العروض الموسيقية الشعبية وفن الحلقة، ندوة فكرية حول الحلقة بعنوان: “تاريخ الحلقة ودورها في التنمية الثقافية المحلية”، من تأطير ومشاركة أساتذة مهتمين ومتخصصين في مجال الفنون الشعبية وفن الحلقة.