إطلاق برنامج “صانع ألعاب الفيديو” لتطوير صناعة الألعاب الإلكترونية في المغرب
إطلاق برنامج “صانع ألعاب الفيديو” لتطوير صناعة الألعاب الإلكترونية في المغرب
في خطوة تهدف إلى تعزيز القطاع الثقافي والإبداعي في المغرب، أطلق يوم 6 يناير 2025 برنامج “صانع ألعاب الفيديو” الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالشراكة مع سفارة فرنسا في المغرب. هذه المبادرة تأتي في إطار اتفاقية موقعة بين المغرب وفرنسا تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تهدف إلى دعم هيكلة النظام البيئي لصناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب. وبذلك، يساهم هذا البرنامج في تعزيز مكانة المغرب كأحد اللاعبين الرئيسيين في صناعة الألعاب الإلكترونية على المستويين الإقليمي والدولي.
كما يسعى البرنامج إلى تزويد الشباب المغاربة بالمهارات اللازمة لتطوير صناعة الألعاب الإلكترونية التي تشهد نمواً متسارعاً، إضافة إلى تطوير مهاراتهم المهنية والإدارية بما يتماشى مع احتياجات هذا القطاع المستقبلي. البرنامج يقدم فرصاً تعليمية شاملة تساهم في تحسين قدرات المشاركين في هذا المجال الناشئ، ويستهدف أولئك الذين يسعون لدخول عالم الألعاب الإلكترونية من خلال تدريب متخصص يتيح لهم إتقان فنون البرمجة والتصميم.
علاوة على ذلك، يتميز برنامج “صانع ألعاب الفيديو” بتقديمه نموذجاً شاملاً يركز على المساواة بين الجنسين، حيث تسجل نسبة النساء المشاركات حوالي 35%. هذا الرقم يعكس رغبة حقيقية في تمكين النساء ودعمههن في قطاع ألعاب الفيديو، الذي لطالما كان يفتقر إلى تمثيل نسائي كافٍ. يعتبر هذا البرنامج خطوة هامة نحو تحطيم الحواجز الاجتماعية والجغرافية، ويمنح الفرصة للشابات لإثبات مهاراتهن في هذا المجال المليء بالتحديات.
من خلال هذا البرنامج، يسعى المغرب إلى المساهمة في تحولات جذرية لقطاع الألعاب الإلكترونية، حيث يتيح المجال للجميع لتعلم المهارات الضرورية التي تواكب أحدث الاتجاهات في هذا المجال. وبذلك، يتخطى البرنامج المعيقات التي قد يواجهها الشباب في مناطق مختلفة من المملكة. هذا التحول يمثل دعماً للقطاع الإبداعي ككل ويساهم في خلق بيئة تعليمية مستدامة تسهم في رفع كفاءة الموارد البشرية في الصناعة الإبداعية بالمغرب.
ويجري تنفيذ هذا البرنامج من خلال شراكة استراتيجية مع عدة مؤسسات مرموقة على الصعيدين الوطني والدولي. فمدرسة “ISART DIGITAL”، والتي تعد واحدة من أفضل مدارس العالم في مجال تطوير الألعاب الإلكترونية، تتولى تدريب المشاركين من خلال أساتذتها المتخصصين. هذه المدرسة تقدم محتوى تدريبياً يتماشى مع معايير الجودة العالمية في المجال، مما يضمن أن المشاركين سيحصلون على تعليم يواكب أحدث التطورات في صناعة الألعاب.
إضافة إلى ذلك، تستضيف جامعة الرباط الدولية البرنامج في حرمها الجامعي، مما يوفر بيئة أكاديمية متكاملة تساهم في تعزيز الخبرات العملية والنظرية للمشاركين. وبذلك، يجسد هذا التعاون بين الجامعات الدولية والمحلية خطوة هامة نحو تحسين مستوى التعليم الأكاديمي في المغرب وتعزيز قدراته في مجالات التقنية والفنون الرقمية.
ويأتي أيضاً المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما “FISMAC” كشريك أساسي في توفير الموارد اللوجستية اللازمة لإنجاح البرنامج، وذلك من خلال تقديم الدعم الفني والمادي الذي يساعد في تهيئة البيئة المثالية للتدريب. يساهم هذا المعهد في تجهيز المشاركين بالأدوات اللازمة للابتكار والتطوير في مجال الألعاب الإلكترونية، مما يجعل البرنامج شاملاً ومتكاملاً.
وقد شهد إطلاق البرنامج حضور العديد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، ومؤسسي مدرسة ISART Digital، ورئيس جامعة الرباط الدولية، بالإضافة إلى الرئيس التنفيذي لمؤسسة FISMAC. هذه المشاركة تؤكد على التزام المؤسسات المعنية بتوفير أفضل تجربة تدريبية للمشاركين، مما يعكس عمق التعاون بين المغرب وفرنسا في تطوير هذا القطاع الحيوي.
يعد برنامج “صانع ألعاب الفيديو” مثالاً على التعاون الدولي الناجح في دعم المجالات الإبداعية والتكنولوجية بالمغرب.