مجتمع

إضراب الأطباء الداخليين والمقيمين في المغرب: احتجاج على ظروف العمل المتأزمة

إضراب الأطباء الداخليين والمقيمين في المغرب: احتجاج على ظروف العمل المتأزمة

أعلن الأطباء الداخليون والمقيمون في المغرب عن تنظيم إضراب وطني يومي 10 و12 دجنبر 2024، في خطوة احتجاجية على ما وصفوه بالأوضاع المتأزمة وظروف العمل الصعبة التي يعيشونها. وقد أتى هذا القرار بعد حالة من الاحتقان المستمر نتيجة لعدم استجابة الجهات المعنية لمطالبهم العادلة. كما أن هذا الإضراب سيستثني فقط مصالح المستعجلات والإنعاش والحراسة، حيث يصر الأطباء على الدفاع عن حقوقهم الأساسية.

وفي بيان نشرته اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين، أوضحت أن هذا الإضراب يمثل بداية لمسيرة نضالية طويلة من أجل تحسين ظروف العمل. وأكدت اللجنة أن الوضع الحالي لم يعد يحتمل وأن استمرار العمل في ظل هذه الظروف القاسية أصبح أمرا غير ممكن. لهذا السبب، يعتبر النضال الخيار الوحيد المتاح لتحسين الأوضاع وتحقيق المطالب التي تم رفعها منذ فترة طويلة.

النضال من أجل تحسين الأوضاع ليس فقط متعلقاً بالجانب المهني، بل يمتد أيضاً إلى تحسين الظروف التكوينية والتعليمية التي تساهم في تأهيل الكوادر الصحية المستقبلية. وركزت اللجنة على أن مطالبها تتعدى الأمور الجزئية وتعتبر مسألة تحسين ظروف العمل حقاً أساسياً لا يمكن التنازل عنه. وتعتبر اللجنة أن هذا الإضراب هو رسالة قوية إلى الحكومة والجهات المعنية بأن الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان لا يمكنهم الاستمرار في عملهم في ظل غياب الحقوق الأساسية.

في هذا السياق، أرجعت اللجنة المسؤولية الكاملة عن الوضع القائم إلى وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي، داعية إلى فتح حوار جاد ومسؤول بين الحكومة والجماعات المهنية للطواقم الطبية. وقالت اللجنة إن هناك مطالب قديمة لم يتم الاستجابة لها، وعلى رأسها تحسين ظروف العمل، وزيادة الأجور، وتوفير التكوين الملائم والمستمر للأطباء، الصيادلة، وأطباء الأسنان.

وقد أكدت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين على أن الإضراب ليس مجرد خطوة جزئية، بل هو تحرك يهدف إلى التأكيد على ضرورة الاستجابة للمطالب الأساسية التي تم رفعها. وقالت اللجنة إن الحكومة لم تفتح أبواب الحوار الجاد، ما جعل الإضراب الخيار الوحيد المتاح. هذا التحرك يأتي بعد سنوات من الانتظار، حيث كان الأطباء يأملون في أن تتحقق مطالبهم من خلال الحوار، ولكن عدم الاستجابة جعلهم يضطرون للتصعيد.

وأشارت اللجنة إلى أن وحدة الصف بين الأطباء الداخليين والمقيمين تشكل القوة الأساسية لهذه الحركة النضالية، مشيرة إلى أن هذا الإضراب يعد خطوة نضالية مشروعة. وأضافت أن كرامة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان هي الأساس، ولا يمكن السكوت عن التقاعس في احترام حقوقهم المهنية والمعنوية. من أجل ذلك، تدعو اللجنة إلى تعبئة شاملة لضمان نجاح الإضراب وتحقيق الأهداف المعلنة.

بهذا الشكل، يعكس الإضراب القادم حالة من الغضب والاستياء العميق في صفوف الأطباء الداخليين والمقيمين الذين لا يستطيعون تحمل المزيد من الضغوط والصعوبات التي يواجهونها يومياً. كما يعكس هذا التحرك رغبة قوية في الإصلاح وتحقيق مطالب مشروعة تضمن تحسين شروط العمل وتأهيل الكوادر الطبية في البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!