إريكسون تطلق تقنيات 5G في المغرب وتعرض فرص التحول الرقمي في مختلف القطاعات

في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي تشهدها المملكة المغربية، نظمت شركة إريكسون خلال الفترة من 3 إلى 6 دجنبر 2024، فعاليات خاصة في كل من الرباط والدار البيضاء. حملت هذه الفعاليات عنوان “أيام التكنولوجيا” وهدفت إلى جمع جميع الفاعلين الرئيسيين في قطاع الاتصالات، وذلك بهدف مناقشة دور تكنولوجيا الجيل الخامس (5G) في تعزيز المشهد الرقمي للمملكة وتحقيق التحول في مختلف المجالات.

كان الهدف الرئيسي لهذا الحدث هو تسليط الضوء على أهمية التقنيات الحديثة مثل 5G والذكاء الاصطناعي في الدفع قدماً بالتحول الرقمي في المغرب. يعكس هذا الحدث التزام المملكة بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية “المغرب الرقمي 2030″، التي تهدف إلى تحديث وتحسين بنيتها التحتية الرقمية، تمهيداً للاستفادة من هذه التقنيات في تطوير القطاعات المختلفة على مستوى البلاد.

في إطار هذه الفعالية، تم استعراض تجارب حية حول كيفية تحسين أداء الشبكات عبر الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن إمكانيات تقسيم الشبكة لتعزيز الأرباح عبر 5G. وكان الحضور يشمل عملاء إريكسون، إلى جانب مشغلي الشبكات المحلية، شركاء الصناعة، ووسائل الإعلام. كما تم تقديم عروض تفاعلية موجهة لجماهير الرياضة، تهدف إلى إظهار كيفية استفادة الرياضة من هذه التقنيات المتقدمة لتحسين التجارب التفاعلية، وتعزيز قدرات البث المباشر.

في هذا السياق، أبدت ماجدة لحلو، نائبة الرئيس ومديرة إريكسون إفريقيا الغربية والمغرب، عن حماستها بشأن الإمكانيات التي توفرها تقنية 5G في إحداث تغييرات جذرية في عدد من القطاعات الحيوية في المغرب. وأكدت على أن هذه التقنية ستساهم في تعزيز التفاعل بين الجمهور في الفعاليات الرياضية، بالإضافة إلى تحسين أداء الصناعات الحيوية مثل الصناعة، الموانئ، والتعدين، من خلال تمكين تبادل البيانات في الوقت الفعلي، مما يزيد من الكفاءة ويعزز الأداء.

وفي إطار الحديث عن الفوائد الاقتصادية لتقنية 5G، تم التركيز أيضاً على كيفية استفادة مزودي خدمات الاتصال من أدوات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات المعرفية لتحقيق الأداء الأمثل للشبكة. من خلال هذه التطورات، يمكن تحسين جودة الخدمات المقدمة للمستهلكين، مما يساهم بشكل كبير في تعزيز النمو الاقتصادي العام في المغرب، ويعزز التنافسية في القطاع الرقمي.

كما تناول الحدث تقرير إريكسون الأخير عن التنقل، والذي يُظهر توقعات مستقبلية حول اشتراكات الهواتف المحمولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفقاً لهذا التقرير، يتوقع أن يصل عدد الاشتراكات في الهاتف المحمول إلى 830 مليون اشتراك بحلول عام 2030. ومن بين هذه الاشتراكات، ستكون 60% منها 5G، مما يشير إلى التحول الكبير الذي سيشهده قطاع الاتصالات في المنطقة خلال السنوات المقبلة.

من جهة أخرى، يشير التقرير إلى أن الاشتراكات في تقنيات 2G و3G ستشهد تراجعاً ملحوظاً خلال الفترة القادمة، حيث ستتحول الأنظار إلى تقنيات 4G و5G باعتبارها الأساس لتقديم الخدمات المتطورة في المستقبل. ويترقب أن تركز شركات الاتصالات على إعادة تخصيص الطيف لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة وتحقيق التوسع المطلوب في شبكات الاتصال الحديثة.

في الختام، تكشف هذه الفعاليات عن رؤية واضحة نحو المستقبل الرقمي للمغرب، والذي سيعتمد بشكل كبير على تقنيات 5G والذكاء الاصطناعي لتحقيق طفرة كبيرة في مختلف القطاعات. هذه الخطوات تفتح أمام المغرب فرصاً كبيرة في مجال الابتكار التكنولوجي وتعزز من مكانته كمركز رائد للتحول الرقمي في المنطقة.