فن وثقافة

إدراج 11 عنصرا تراثيا مغربيا ضمن لائحة اليونسكو

إدراج 11 عنصرا تراثيا مغربيا ضمن لائحة اليونسكو

يواصل المغرب تكثيف جهوده لحماية تراثه الثقافي اللامادي من الاستيلاء والتقليد، حيث عمدت المملكة إلى سلك المساطر القانونية عبر تسجيل عناصر التراث المغربي في لائحة التراث غير المادي لليونسكو لكي لا تكون “عرضة للاستيلاء من طرف بلدان أخرى، أو التقليد من قبل ثقافات أخرى”، وفق ما جاء على لسان جلالة الملك محمد السادس، خلال لقائه بالمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، أودري أزولاي في 28 نونبر بالرباط.

وأشادت أزولاي بالتزام جلالة الملك لفائدة النهوض بالتراث غير المادي وحمايته بالمغرب، مذكرة بأن المملكة صادقت على جميع اتفاقيات اليونسكو المرتبطة بالتراث.

ويعرَّف التراث الثقافي غير المادي، الذي يشار إليه أيضا باسم “التراث الحي”، إلى الممارسات والتمثيلات والتعبيرات والمعارف والمهارات التي تنقلها المجتمعات من جيل إلى جيل. وجدير بالذكر أنه ومنذ السنة الماضية أصبح بإمكان الدول تسجيل عنصر واحد ضمن لائحة التراث غير المادي لليونسكو كل سنتين.

وفي ما يلي عناصر التراث المغربي المسجلة في لائحة التراث غير المادي لليونسكو:

ساحة جامع الفنا:

تُعد ساحة جامع الفناء، التي صُنفت تراث مغربيا لاماديا في لائحة اليونيسكو سنة 2008، إحدى المعالم التاريخية التي يزخر بها المغرب عامة ومراكش، خاصة نظرا لأهميتها التاريخية كفضاء متميز بطابع ثقافتها الشعبية، وظلت هذه الساحة التي تتوسط المدينة الحمراء نقطة التقاء لأصحاب الفرجة والسياح المغاربة والأجانب، وتعتبر من أهم المآثر التاريخية بالمدينة التي يرجع تأسيسها إلى عهد الدولة المرابطية خلال القرن الخامس هجري.

موسم طانطان:

تم تصنيف موسم طانطان من طرف اليونيسكو تراثا مغربيا لاماديا سنة 2008، ويعد هذا الموسم الذي سمي نسبة إلى منطقة طانطان بالأقاليم الجنوبية للمملكة، التي تستقبل عشرات القبائل خلال موسمها السنوي الذي ينظم على شكل احتفال كبير يجسد مختلف مظاهر الحياة الصحراوية بعاداتها وتقاليدها، ويتم إحياؤه بهدف الحفاظ على التراث الثقافي اللامادي للمنطقة.

الصقارة .. تراث إنساني حي:

صنّفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) الصقارة (الصيد بالصقور) سنة 2012، تراثا لاماديا، ضمن ملف مشترك ضم 11 دولة منها المغرب، وتتواصل بالمملكة ممارسة الصيد بالصقور في حضن قبائل القواسم بمنطقة دكالة التي باتت الساهر على استمرارية هذا التقليد التراثي العريق الذي يعتبر ممارسة تقليدية تقوم على تربية الكواسر وتدريبها على التقاط الطريدة في محيطها الطبيعي.

مهرجان حب الملوك بصفرو:

يعتبر مهرجان حب الملوك الذي تحتضنه مدينة صفرو، والمصنف من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) تراثا ثقافيا لا ماديا للإنسانية مند سنة 2012، تقليدا سنويا للاحتفاء بفاكهة الكرز (حب الملوك)، ويتشمل على عروض لفن التبوريدة، ومعارض فنية، ويبقى الموعد البارز لهذا المهرجان هو حفل تتويج “ملكة جمال حب الملوك”.

أركان .. المهارات والمعارف المتعلقة بشجرة أركان:

أدرجت منظمة (اليونيسكو) المعارف والمهارات المرتبطة بشجرة “أركان” ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، سنة 2014، كما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يوم 10 ماي من كل عام يوما عالميا لشجرة لأركان، حيث نجح المغرب في تمرير مبادرته من خلال الاعتراف الأممي بشجرة الأركان، التي تنمو فقط فوق التراب المغربي.

الطبخ المتوسطي:

حصل الطبخ المتوسطي الذي يميز الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، على اعتراف من منظمة التربية والعلوم والثقافة (يونسكو) التابعة للأمم المتحدة سنة 2014، حيث أضافته إلى قائمتها للتراث العالمي غير المادي، ويشتهر النظام الغذائي لمنطقة البحر المتوسط بزيت الزيتون والحبوب والفواكه الطازجة والخضروات والأسماك، حيث تتميز عدة مدن مغربية بهذا الطبخ.

النخلة (المعارف، المهارات، التقاليد والممارسات):

وافقت يونسكو، سنة 2019 على تسجيل “المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات المرتبطة بالنخلة” كتراث إنساني ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، حيث قدّم المغرب ملف الترشيح بالاشتراك مع 13 دولة في المنطقة العربية، وتم اعتماد هذا القرار لتسليط الضوء على “دور النخلة في صياغة خبرات وممارسات متعددة، تلامس الجوانب البيئية والاقتصادية للمجتمع، وتنفتح على أبعاده الثقافية والرمزية”.

كناوة .. تراث غير مادي إنساني:

أدرجت اليونيسكو فن كناوة ضمن القائمة التي تمثل التراث الثقافي غير المادي للإنسانية سنة 2020، ويعتبر هذا الإجراء تثمينا لهذا الفن العريق، الذي خلق دينامية حقيقية بالمشهد الفني الوطني، حيث نال شهرة دولية بفضل انصهار هذه الموسيقى الروحية مع ألوان موسيقية أخرى أجنبية كـ”البلوز” و”الجاز” و”الريكي”، كما لعب المهرجان الدولي لموسيقى كناوة وموسيقى العالم بمدينة الصويرة دورا كبيرا في تعزيز هذا الفن الشعبي والأسطوري.

الكسكس(مهارات وخبرة وممارسات):

أُدرجت اليونسكو “المهارات والخبرة والممارسات المتعلقة بإنتاج واستهلاك الكسكس” في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي سنة 2020، وذلك اعترافا بالقيمة الاستثنائية للكسكس وللمهارات والخبرة والممارسات المتعلقة بإعداده، وهو يجسد كذلك الثقافة المشتركة بين البلدان المغاربية، فلا يوجد زفاف أو عيد أو اجتماع عائلي من دون الكسكس، فهو في الوقت نفسه طبق الأيام العادية والمناسبات الاستثنائية، وطبق الأفراح والأتراح، ويؤكل في المنزل وخارجه.

الخط العربي .. المعرفة والمهارات والممارسات:

تم تسجيل الخط العربي على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) سنة 2021، وذلك بمبادرة من 15 دولة عربية، بينها المغرب؟

ويعد الخط العربي رمزا للهوية العربية، حيث ساهم في نقل الثقافة والنصوص الدينية على مر التاريخ، ويمارس الخطاطون المحترفون الخط العربي حسب المعرفة والمهارات والقواعد المكتسبة عبر التلمذة، كما يستخدمه الفنانون والمصممون في أعمالهم الفنية، إلى جانب استخدامه من قبل الحرفيين الذين يزينون به مختلف المصنوعات اليدوية.

التبوريدة:

وافقت اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، سنة 2021 على طلب المملكة المغربية المتعلق بإدراج “التبوريدة” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، والتبوريدة عبارة عن ممارسة تؤسس لعلاقة قوية بين الإنسان والحصان، وتشمل ريبيرتوارا من الموسيقى والأغاني التقليدية التي تحتفي بهذا الفن التقليدي وفرسانه.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!