إبداع الشباب في عالم الفيلم الوثائقي المغربي يزدهر في جامعة ابن طفيل
إبداع الشباب في عالم الفيلم الوثائقي المغربي يزدهر في جامعة ابن طفيل
في إطار سعيها المستمر لدعم المواهب الشابة وتعزيز دورها في المشهد الثقافي، نظمت كلية اللغات والآداب والفنون بجامعة ابن طفيل يومًا دراسيًا مميزًا هذا الحدث، الذي حمل عنوان “صناعة الوثائقي اليوم: أصوات مغربية شابة”، جذب مجموعة من الأكاديميين والطلاب والمخرجين الشباب بهدف استكشاف آفاق السينما الوثائقية المغربية. جاء هذا اللقاء ليؤكد الأهمية المتزايدة لهذا النوع من السينما في توثيق وتفسير الواقع الاجتماعي المغربي بأبعاده المختلفة.
حضر هذا اليوم الدراسي عدد كبير من الأكاديميين والمتخصصين في مجال صناعة الأفلام الوثائقية، حيث تم مناقشة الدور المحوري الذي يلعبه الوثائقي في تقديم رؤى جديدة ومعمقة عن القضايا الاجتماعية والثقافية في المغرب. ومن خلال هذه المناقشات، تبين أن الفيلم الوثائقي ليس مجرد توثيق للواقع، بل هو وسيلة جمالية للاقتراب من نبض المجتمع، ومساءلة القضايا التي تمس الهوية والتراث، إضافة إلى تناول مختلف المواضيع الاجتماعية مثل العدالة الاجتماعية والمساواة.
كما تم تنظيم ورشات عمل تفاعلية ضمن هذا اليوم، حيث تناولت الورشات العديد من الجوانب التقنية والفنية المتعلقة بصناعة الفيلم الوثائقي. في هذه الورشات، تم استعراض أساليب الإخراج والكتابة السينمائية، بالإضافة إلى مناقشة أهمية استخدام التقنيات الحديثة في التصوير والتنفيذ. كما تم تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المخرجون الشباب، سواء في مراحل إنتاج الفيلم أو في تسويق العمل بشكل يضمن له الوصول إلى جمهور أوسع.
واحدة من النقاط المهمة التي تم التأكيد عليها خلال اليوم الدراسي كانت العلاقة بين الأكاديميا والتطبيق. فقد تم عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي أعدها مخرجون شباب مغاربة، والتي قدمت نماذج متنوعة من الإبداع السينمائي. هذه الأفلام لم تكن مجرد تجارب فنية، بل كانت بمثابة أصوات تعبيرية تسلط الضوء على قضايا اجتماعية وحياتية تهم المجتمع المغربي، سواء من حيث الهوية أو التراث أو التحديات الاجتماعية المعاصرة.
وفي إطار ورشات العمل، كانت الجلسات الحوارية بمثابة فرصة ذهبية للطلاب للاستفادة من خبرات المخرجين الأكفاء. تناولت هذه الجلسات كل مراحل الإنتاج السينمائي، من الفكرة الأولية إلى التنفيذ، وصولاً إلى التوزيع والتسويق. وقد أكد المشاركون على أهمية التسويق في نجاح الفيلم الوثائقي، باعتباره خطوة أساسية تضمن له الانتشار والحضور في المهرجانات السينمائية والمناسبات الثقافية الكبرى.
علاوة على ذلك، تم التأكيد على أهمية السينما الوثائقية في المغرب كأداة فنية ذات قدرة على التأثير في المجتمع. ورغم أن هذا النوع من السينما لم يحقق بعد مكانته التامة بين أنواع السينما الأخرى في المغرب، إلا أن اليوم الدراسي كان فرصة مثالية للحديث عن مرونة الوثائقي الفني. فقد أشار المشاركون إلى أن الوثائقي يستطيع دمج الخيال مع الواقع باستخدام تقنيات متنوعة مثل الرسوم المتحركة والتصميم الجرافيكي، مما يفتح المجال أمام المبدعين لاستكشاف أفق جديد في التعبير الفني.
اختتم الحدث بحوار مفتوح حول كيفية تعزيز حضور الفيلم الوثائقي في المغرب، حيث أعرب المشاركون عن رغبتهم في توسيع نطاق هذا الفن ليشمل كافة المجالات الاجتماعية والسياسية في المغرب. كما تم التأكيد على ضرورة تبني هذه السينما كأداة للتغيير الاجتماعي، وأداة لطرح الأسئلة الملحة التي يحتاج المجتمع إلى الإجابة عنها.
لقد كان هذا اليوم الدراسي بمثابة خطوة هامة نحو تعزيز دور الفيلم الوثائقي في الساحة الثقافية المغربية، ليصبح أكثر قدرة على التعبير عن الواقع وتسليط الضوء على قضاياه المختلفة.