أنور الدحماني يكشف قصة تجنيده من طرف أشخاص لتصفية حساباتهم الخاصة
أنور الدحماني يكشف قصة تجنيده من طرف أشخاص لتصفية حساباتهم الخاصة
خرج انور الدحماني عن صمته ليكشف مجموعة من التفاصيل التي تتعلق بتجنيده من قبل عدة أشخاص، لضرب عدة مؤسسات وأيضا من اجل تصفية حسابات خاصة.
وأضاف الدحماني الذي يقيم في مدينة مالقا الاسبانية، أن الفيديوهات التي كان ينشرها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتعلق بالانتقادات الموجهة للمؤسسات والمسؤولين في المغرب، كانت بتحريض من قبل أشخاص استغلوه واستغلوا وضعيته المادية ووضعه كلاجئ من اجل تنفيذ ما يريدون وضرب المؤسسات والمسؤولين.
وأضاف الدحماني أثناء الحوار الذي خص به وسائل الإعلام الإلكترونية المغربية أنه سينشر لاحقا، أنه نادم على ما كان يقوله، مؤكدا أنه كان يهاجم المؤسسات بحسن نية دون أن يدري الخلفيات الحقيقية لمن كانوا يقدمون له المعطيات.
اتهم المتحدث كلا من نقيب المحامين المعتقل محمد زيان والضابطة السابقة في الأمن الوطني وهيبة خرشش والإرهابي محمد حاجب ودنيا الفيلالي بتوجيهه ومطالبته بإعداد فيديوهات ونشرها، يكون محورها الأساس اتهام المؤسسات بالفساد واستهداف مسؤولين بأعينهم والتحريض ضدهم.
رجتي الأولى على “يوتيوب” كانت صدفة، والهدف منها هو استرداد حقي والانتقام من الذين كانوا سببا في اعتقالي وهجرتي لإسبانيا”، يقول الدحماني، الذي شدد على أن جلسات في إحدى المقاهي مع بعض المتربصين بالمغرب كانت نقطة الانطلاق نحو استهداف المؤسسات والمسؤولين؛ “كانوا يطرحون مواضيع في جلساتنا، وكنت أجمع ما يقال وأسجل فيديوهات وأنشرها، وبعد ذلك اكتشفت أن طرح تلك المواضيع كان بهدف توجيهي وشحني لأهاجم بلدي”.
شدد الدحماني على أن الوضع تغير بعد دخول أشخاص آخرين على الخط، في إشارة إلى دنيا الفيلالي ومحمد حاجب ومحمد زيان وآخرين، “لم أتوقع يوما أن يتواصلوا معي أو يتقاسموا ما أنشره على صفحاتهم، كانوا يشجعونني على جرأتي وما أقوله في الفيديوهات، ودعونني إلى الاستمرار في الحديث”.
وعن أول تواصل مع الأشخاص سالفي الذكر، قال المتحدث ذاته: “أول اتصال كان مع دنيا الفيلالي المقيمة بالصين، وأعطت رقمي لحاجب الذي تواصل معي وأثنى على ما أقوم وقام بنشر فيديو لي على صفحته، رغم أنني كنت أضع خلفي علم المثليين، واستغربت للأمر خصوصا أنني أعرف إيديولوجيته وطريقة تفكيره”.
وأضاف المقيم بمالقا الإسبانية: “تحدثت مع الكثيرين ممن لهم حقد على الوطن؛ منهم قدور المقيم في تركيا، ووهيبة خرشش التي عرفتها عن طريق محمد زيان الذي طلب مني، بعد اتصال أولي من كاتبته الخاصة، بمساعدة الضابطة السابقة لطلب اللجوء والإقامة مؤقتا في مالقا، في انتظار الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية”.
أكد المتحدث أن “أي متتبع سيعرف أنه لا خبرة لي ولا تكوينا سياسيا يسمح لي بتجميع المعطيات والمعلومات التي أطرحها في فيديوهاتي، فأنا لم أشتغل كشرطي ولست محاميا ولا أفقه شيئا في القانون؛ وبالتالي من الواضح أن هناك من يمدني بالمعلومات ويوجهني”، مشددا على أنه كان يتلقى المعطيات كلها من طرف المتواصلين معه.
وعن اختيار المواضيع، أوضح الدحماني أنه تلقى توجيهات من المغرب للحديث عن قضية الصحافي سليمان الريسوني، وبالضبط من طرف محمد زيان؛ “لكنني رفضت لأن الشخص الذي تسبب في اعتقال الريسوني أعرفه وأعرف أن عائلته لا تعرف شيئا عن مثليته، وبالتالي رفضت وقدمت لهم ذرائع لكي لا أنشر شئيا”.
“لم أحس بالاستغلال حتى أن اكتشفت أن أهدافهم مادية أكثر من معنوية، وخصوصا بعد أن انتبهت إلى كوني أهاجم مؤسسات لا علاقة لها بمشكلتي، وتبين لي أن غرضهم هو أن اصطدم مع النظام بشكل مباشر”، واسترسل: “لدي تسجيلات على ما أقول، الحمد لله لم أكن غبيا وقمت بتسجيل كل شيء، حتى طريقة خروج وهيبة خرشش من المغرب أنا الوحيد الذي أعرفها ولدي تسجيلات بلسانها تحكي التفاصيل”.
عن ذلك، كشف الدحماني: “تركت هاتفها المراقب في منطقة سباتة، واستقلت السيارة مع محمد زيان الذي أوصلها إلى مكان ما وسلمها لشخص آخر قام بنقلها صوب مليلية التي غادرتها بمساعدة جمعية تساعد اللاجئين والمهاجرين”.
ونبه المتحدث إلى أن “هؤلاء الأشخاص المعادين للنظام يسعون إلى هدم كل ما بناه الملك محمد السادس بأي طريقة”، مشددا على أنهم يشتغلون بتنسيق تام رغم تباعدهم الجغرافي، وزاد: “يمكنني أن أنتقد الوضع في بلدي ولكن بانتقادات سليمة وبناءة؛ ولكن انتقادات ملغومة تسعى إلى تفجير البلد واستغلال الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإشعال الفتنة فأنا أرفضها، وقلت كفى لاستغلالي كواجهة لتمرير مخططاتهم”.
وأورد الدحماني إلى أنه تلقى اتصالات كثيرة من المعنيين للحديث عن قضية اعتقال النقيب السابق محمد زيان؛ لكنه تهرب منهم بذريعة أن هاتفه معطل، وقال: “أرسلوا لي المال لشراء هاتف جديد، لكن لم ألبّ رغبتهم”، كاشفا أنه كان يتلقى الأموال من طرف بعضهم وبطريقة غير مباشرة.
ختم الدحماني حديثه بالتأكيد على أن خرجته الإعلامية لم تكن بإيعاز من أي أحد بل دافعها هو حب الوطن، مؤكدا أن لجوءه إلى إسبانيا كان بسبب ميولاته الجنسية وليس لسبب سياسي أو ضد البلد، مشددا على أن خروجه اليوم هدفه وقف استهداف المغرب، و”يجب أن يتوقف هذا، لأنني متأكد أن سيبحثون عن ضحية جديدة بعد الانتهاء من استغلالي”.