منوعات

أربعة أيام عمل في الأسبوع فقط .. هل يستفيد أرباب الشركات المغربية من هذه التجربة الرائدة ؟

أربعة أيام عمل في الأسبوع فقط .. هل يستفيد أرباب الشركات المغربية من هذه التجربة الرائدة ؟

 

بعدما تكللت أكبر تجربة في القطاع العام لأسبوع العمل من أربعة أيام بالنجاح في انجلترا، هل يمكن لأرباب الشركات المغربية الاستفادة من هذه التجربة وتطبيقها على أرض الواقع .

في هذا المقال تعرض الكاتبة والصحافية كايتي إدواردز تجربتها التي دامت 30 سنة، وأهم الخلاصات التي خرجت بها بشأن أهمية تقليص ساعات العمل من أجل تحسين المردودية.

أصل الفكرة

في يناير الماضي، عندما قام مجلس بلدية منطقة ساوث كامبريدجشير في إنجلترا بتطبيق أسبوع عمل أقصر على مئات الموظفين المكتبيين كجزء من تجربة لمعرفة ما إذا كان بالإمكان الحفاظ على مستويات الخدمة مع تحسين التوازن بين الحياة الشخصية والعملية للموظفين، أثار هذا الأمر استياء نواب في حزب المحافظين الحاكم حينها الذين صُدموا من مجرد فكرة التغيير.

ردود الفعل الأولية

وصف أحدهم هذه التجربة بأنها “حملة أيديولوجية”، بينما طالب وزير محافظ رئيسة المجلس البلدي بريدجيت سميث، وهي من حزب الديمقراطيين الليبراليين، بـ”إنهاء التجربة على الفور”.

كم هذا مذهل!، من كان يظن أن فكرة تغيير نمط العمل التقليدي بصورة تحقق فائدة متبادلة للموظف وصاحب العمل – بخاصة في ظل سوق العمل المحلية التنافسية التي تجعل الاحتفاظ بالموظفين أمراً بالغ الصعوبة – ستثير كل هذا الخوف؟، وما الذي كان يخشاه المحافظون بالضبط؟.

كان مبدأ التجربة التي قادها أكاديميون من جامعتي كامبريدج وسالفورد، بسيطاً، ولكنه جذري: أن ينجز الموظفون 100 في المئة من العمل في 80 في المئة من الوقت مقابل 100 في المئة من الأجر. لكن يبدو أن مفهوم كفاءة الموارد أصبح غريباً للغاية على المحافظين لدرجة أنه بدا لهم كتهديد.

المعادلة الخاطئة

أعتقد بأن هناك سوء فهم أساسي هنا – وهو أن الساعات الأطول تعني إنتاجية أعلى. إنها معادلة خاطئة، كما من المتوقع أن تكتشف اليونان بعد بضعة أشهر من فرض العمل لستة أيام في الأسبوع. العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع ليس “إنجاز عمل أقل مقابل الأجر نفسه”، بل هو نمط عمل أكثر مرونة وجاذبية أثبت فوائده المتعددة، بما فيها تقليل أخطار الإرهاق الوظيفي وزيادة الإنتاجية وتقليل حالات المرض والغياب. بصراحة، ما الصيغة التي قد تكون أفضل من هذه؟.

يشمل نظام العمل لأربعة لأيام في الأسبوع أيضاً أولئك الذين يتحملون مسؤوليات الرعاية والذين تشكل النساء غالبيتهم، وهذا أمر واقع – ويمكن أن يساعد النظام العائلات على توفير كلف رعاية الأطفال. أعرف كثيراً من النساء اللاتي انتقلن إلى العمل بدوام جزئي لأربعة أيام في الأسبوع بسبب مسؤوليات الرعاية ووجدن أنفسهن في نهاية المطاف يؤدين وظيفة بدوام كامل مقابل أجر أقل. يمكن أن يساعد اعتماد نموذج بلدية ساوث كامبريدجشير في تحقيق المساواة بين الجنسين في مكان العمل والتخفيف من التفاوتات المخفية.

تجربة على مدى 30سنة

من خلال تجربتي الشخصية، يمكن لمعظم المنظمات بسهولة التحول إلى العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع. على مدى الأعوام الـ30 الماضية، شغلتُ وظائف متنوعة – من مندوبة مبيعات في مصنع جعة إلى مالكة شركة، ومن معلمة إلى أكاديمية – لكن بغض النظر عن اختلاف الوظائف، كان هناك قاسم مشترك بينها: البيروقراطية التي تهدر الوقت من دون جدوى.

أتذكر أنني شاركت ذات مرة في اجتماع استمر أربع ساعات – نعم، أربع ساعات – حول استراتيجية جديدة. جلسنا في صمت وامتعاض جماعي بينما تنافس اثنان من الزملاء على من يمكنه التحدث بصوت أعلى ولمدة أطول، ثم تناولنا غداءً جماعياً غير مريح مكوناً من الطعام الذي تزوده المؤسسة: كما تعرفون، تلك الشطائر الرطبة التي تم لفها بالبلاستيك طوال الليل والشاي الفاتر الذي يشبه طعم الإبريق الذي تم غليه فيه.

ماذا حدث في نهاية الاجتماع؟. تم تقسيمنا إلى “مجموعات عمل”، وتم ترتيب مجموعة أخرى من الاجتماعات قبل أن نجتمع جميعنا مرة أخرى في لقاء آخر مدته أربع ساعات لتقديم تقارير عن اجتماعاتنا الأصغر. بعد هذه المناقشة التي لا تنتهي، هل تغيّر العالم بقراراتنا الجذرية؟ بالطبع لا.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!