ندوة ببنجرير حول الزراعة المستدامة في مواجهة التغيرات المناخية
ندوة ببنجرير حول الزراعة المستدامة في مواجهة التغيرات المناخية
شكل موضوع “الزراعة المستدامة في مواجهة التغيرات المناخية :إقليم الرحامنة نموذجا” محور ندوة نُظمت ببنجرير بإقليم الرحامنة، من أجل بناء مستقبل زراعي قائم على تحمل التغيرات المناخية.
وتوخت الندوة التي نظمتها المديرية الإقليمية للفلاحة بالرحامنة بتعاون مع عمالة الإقليم، توعية الفلاحين ومناقشة استراتيجيات عملية لتعزيز زراعة مستدامة متكيفة مع التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية وتنسجم مع الاستراتيجية الوطنية “الجيل الأخضر”.
وأبرز عامل إقليم الرحامنة، عزيز بوينيان، في كلمة بالمناسبة، أن اللقاء يأتي في ظرفية خاصة، بسبب الوضعية المناخية المقلقة التي يعرفها الإقليم، عـلى غـرار باقي أقاليم المملكة، والتي تتميز بندرة التسـاقطات المطرية المسجلة ووضعية نسبة ملء حقينة السدود بالمملكة بصفة عامة والسدود المزودة للإقليم بصفة خاصة.
وأضاف أن الندوة تشكل فرصة لتبادل الخبرات بين مختلـف الفاعلين في المجال الفلاحي وذلك بغية العمل الجماعي والانخراط فيه بجدية من أجل تطوير نظم إنتاج فلاحية مستدامة عـلى مسـتوى الإقليم والمساهمة بذلك في تحسين الظروف المعيشية لساكنة العالم القروي وانسجاما مع تطلعات صـاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى تثمين الموارد المائية و الحفاظ عليها.
وذكر عامل الإقليم بحزمة من التدابير التي يتم القيام بها سواء في إطار مخطط المغرب الأخضر أو مخطط الجيل الأخضر من بينها تحسين النجاعة المائية عبر وضع برنامج وطني للاقتصاد في مياه الري، وكذا تعبئة الموارد المائية غير التقليدية (تحلية مياه البحر)، وتشجيع استعمال الطاقات المتجددة في القطاع الفلاحي ومواصلة برامج غرس الأشجار المثمرة والرعوية لاسيما الأصناف الأكثر تكيفا مع التغيرات المناخية، وإعداد برامج استعجالية للحد من آثار قلة التساقطات والتخفيف من وقعها على الفلاحين والمربين.
من جهته، تطرق المدير الجهوي للفلاحة مراكش آسفي، عبد العزيز بوسرارف، للبرامج المهيكلة التي يتم تنزيلها للنهوض بالقطاع الفلاحي في ظل توالي فقرات الجفاف التي تشهدها المملكة نتيجة التغيرات المناخية التي أضحت معطى رئيسي يتم استحضاره أثناء اعداد أي استراتيجية.
وأكد على أهمية الزراعات البديلة (الصبار، الكبار، الأركان الفلاحي، الخروب، …) التي أبانت عن نتائج إيجابية في مقاومة التغيرات المناخية، إلى جانب تقنية الزرع المباشر.
من جهته، أكد نائب رئيس الغرفة الفلاحية لمراكش آسفي عبد الإله زطوطي، على ضرورة التفكير في استراتيجيات وحلول للآثار السلبية لتوالي فترات الجفاف على القطاع الفلاحي.
وأبرز في هذا الصدد، أهمية ترشيد نسبة المياه المستخدمة في الري وتحسيس الفلاحين بذلك وتوسيع مشروع الطريق السيار المائي وتشجيع الزراعات المقاومة للتغيرات المناخية وكذا البحث العلمي.
وأكد المتدخلون خلال الندوة، على ضرورة تعزيز الزراعة المستدامة كوسيلة لمواجهة التحديات المتزايدة المتعلقة بتغيرات المناخ، وتسهم في تحسين إنتاجية الأراضي الزراعية بطرق فعالة تستفيد من الموارد المتجددة وتحد من تلوث البيئة.
وشددوا في هذا الصدد، على ضرورة تشجيع الزراعات البديلة ذات المردودية العالية والتي تساهم في توفير فرص الشغل، وكذا على أهمية النباتات الرعوية والمغذية للقطيع ودورها في المحافظة على التنوع البيولوجي مما يستدعي العمل على اكثارها والاستفادة منها على مستوى إقليم الرحامنة.
وأشار المتدخلون إلى أن توجهات الزراعة المستدامة تتسم بالرغبة في تعزيز التنوع البيولوجي والحفاظ على الموارد الطبيعية، مع التركيز على تحقيق تغذية مستدامة، مبرزين أن ممارسات الزراعة المستدامة تعتبر نموذجًا أساسيا للتكيف مع التحديات البيئية والمناخية، وتتضمن استخدام تقنيات ذكية للزراعة وتبني ممارسات مثل تنويع الأصناف والمحاصيل وتحسين إدارة المياه والتربة واستخدام الأسمدة العضوية.
كما أكدوا على أهمية تعزيز الزراعة المستدامة وبعض الممارسات الزراعية من قبيل الزرع المباشر للتكيف مع التحولات المناخية المتوقعة، معتبرين أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير تدريب وتوعية للفلاحين حول أفضل الممارسات الزراعية المستدامة، وتقديم الدعم التقني والمالي لتنفيذها، إلى جانب تعزيز البحوث الزراعية وتبادل المعرفة والتكنولوجيا في المنطقة لتعزيز قدرة الفلاحين على التكيف.
وناقشت الندوة عدة مواضيع من قبيل “تهيئة المراعي من أجل استدامة النظم البيئية الرعوية ” و”تنويع الأصناف النباتية لتعزيز المساحات الرعوية” و”التدبير العقلاني لتغذية الأغنام من سلالة الصردي في منطقة الرحامنة: أساليب مبتكرة لتغذية متوازنة ومستدامة”، و”الزراعات البديلة والمحلية في المناطق الجافة” و”الأصناف الجديدة من الصبار ودورها في إحياء سلسلة الصبار: إدخال أصناف جديدة متكيفة”، و”تقوية وتثمين سلسلة الزيتون”، إلى جانب عرض استراتيجية الجيل الأخضر على الصعيد الإقليمي.