مهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي يحتفي بالإبداع السينمائي المغربي ويعزز دور الشباب في تطوير الفن السابع
مهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي يحتفي بالإبداع السينمائي المغربي ويعزز دور الشباب في تطوير الفن السابع
تُعد الدورة الثانية عشرة لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي حدثاً فنياً بارزاً يكرس جهوداً متواصلة لدعم الإبداع السينمائي المغربي، حيث اختير شعار “لنتواصل سينمائياً” ليعبر عن الرغبة في فتح آفاق جديدة للحوار الثقافي عبر السينما. يجمع المهرجان نخبة من صناع الأفلام والفنانين إلى جانب الشباب الطموح الذي يسعى لإبراز مواهبه في عالم الفن السابع، مما يعزز مكانة السينما الوطنية ويبرز تميزها على الساحة الدولية
تنظم هذه الفعالية جمعية المواهب الشابة للسينما والمسرح بتعاون مع المركز السينمائي المغربي، حيث تهدف إلى تقديم منصة تتيح للفنانين الناشئين فرصة التفاعل مع جمهور واسع. وقد شهدت الدورة الحالية تكريماً خاصاً للمخرج محمد الشريف الطريبق اعترافاً بمسيرته الغنية وإسهاماته المميزة في مجالات الصوت والصورة، حيث يُعد هذا التكريم تعبيراً عن الامتنان لدوره في إثراء المشهد السينمائي الوطني
لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج محمد الشريف الطريبق تضم نخبة من الأسماء البارزة في مجالي السينما والفن، من بينهم المخرج رشيد الشيخ والفنانة سكينة الفضيلي والباحث في سوسيولوجيا الفن حسن صابر. تُعنى اللجنة بتقييم الأفلام المتنافسة التي تمثل تنوعاً في الأفكار والأساليب الفنية، حيث تتنافس على جوائز متعددة تشمل الجائزة الكبرى وجائزة السيناريو وجائزة الإخراج، مما يعكس تطور السينما المغربية وسعيها إلى الإبداع
تضمنت المسابقة الرسمية لهذه الدورة عشرة أفلام عكست تميزاً كبيراً في توجهاتها الفنية وتناولها لمواضيع اجتماعية وإنسانية عميقة. كما حرص المهرجان على تقديم ورشات عمل متخصصة وندوات فكرية، بهدف تعزيز قدرات الشباب في الإنتاج السينمائي. هذه الأنشطة تهدف إلى بناء جيل جديد من المبدعين المزودين بمهارات عملية تسهم في إحداث نقلة نوعية في مجال صناعة الأفلام
من بين الفعاليات الموازية التي أضفت عمقاً على المهرجان، ورشة عمل حول “الإنتاج السينمائي” أُقيمت لتزويد المشاركين بخبرات عملية تسهم في فهم مختلف جوانب الإنتاج. كما نُظمت ندوة فكرية بعنوان “الإنتاج السينمائي المغربي بين الكم والكيف: التحديات والآفاق المستقبلية”، حيث ناقش المتدخلون أبرز العقبات التي تواجه السينما الوطنية وأبرز السبل الكفيلة بتطويرها
وقد شهد المهرجان توقيع الكاتب أحمد السيجلماسي كتابه “سينمائيون رواد بيننا”، الذي يعرض نبذة عن أبرز الشخصيات السينمائية المغربية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ السينما. هذا الحدث يُعد إضافة ثقافية تُبرز غنى التجربة السينمائية الوطنية وتشجع على التوثيق المعرفي لمسيرتها
في كلمته خلال افتتاح المهرجان، أكد عبد اللطيف زوهير، رئيس جمعية المواهب الشابة للسينما والمسرح، أن هذه الدورة تسعى لدعم سينما الشباب وتعزيز جودة الأعمال الفنية من خلال التركيز على الأفلام القصيرة، التي تم اختيارها بناءً على معايير دقيقة تشمل جودة الصوت والصورة والإبداع في المحتوى
بدوره، عبر المخرج محمد الشريف الطريبق عن امتنانه لهذه الالتفاتة، معتبراً أن التكريم يمثل دعماً معنوياً كبيراً ودافعاً للاستمرار في إنتاج أعمال فنية تساهم في النهوض بالسينما المغربية. وأكد أن مثل هذه المبادرات تحفز المبدعين على مواصلة تقديم الأفضل والانخراط بقوة في المشهد الثقافي المغربي