تتويج مشاريع مبتكرة لتعزيز الصناعة التقليدية الرقمية في الصويرة

في خطوة هامة نحو تعزيز دمج التكنولوجيا الرقمية في الصناعة التقليدية، تم تتويج ثلاثة مشاريع مبتكرة في “هاكاثون” (E. NOV Artisanat) الذي نظمه “تكنوبارك الصويرة” بمناسبة مرور عام على تأسيسها. وقد جرت التظاهرة في مدينة الصويرة، حيث جمع الحدث العديد من الشباب المبدعين في مجالات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية. هؤلاء الشباب تعاونوا مع الحرفيين المحليين لتقديم حلول تكنولوجية تهدف إلى تطوير وتسويق منتجات الصناعة التقليدية.

وقد شارك في هذا الحدث حوالي عشرة من المطورين والمصممين والمقاولين في التجارة الإلكترونية، الذين اجتمعوا لتبادل الخبرات والعمل مع الحرفيين على إيجاد حلول تساهم في تحسين إنتاجية وتسويق المنتجات التقليدية. وتعد هذه المبادرة جزءًا من جهود تعزيز مكانة “صنع في الصويرة” في الأسواق الرقمية، حيث يسعى المشاركون إلى تحسين قدرة المنتجات التقليدية على الوصول إلى أسواق أوسع محليًا ودوليًا.

تمت مداولات لجنة التحكيم التي أفضت إلى فوز ثلاثة مشاريع مبتكرة. حيث حصلت سهام فجاج على الجائزة الأولى بفضل مشروعها الذي يهدف إلى تطوير تطبيق مخصص لتسويق منتجات الصناعة التقليدية التي تنتجها نساء قرويات. أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب خديجة زوكار، التي قدمت مشروعًا يتعلق بتطوير وسيلة رقمية لإدارة المخزونات والمواد الأولية للحرفيين، مما يساهم في تحسين كفاءة الإنتاج. بينما فاز معاذ طنامي بالمركز الثالث عن مشروعه الذي يتعلق بتصميم منصة إلكترونية تسهل تسويق المنتجات التقليدية عبر الإنترنت مع تخصيص الخيارات بناءً على احتياجات العملاء.

وقد أشادت لمياء بن مخلوف، المديرة العامة لـ “تكنوبارك المغرب”، بأهمية هذه المبادرة في دعم الشباب الطموح في مسارهم المقاولاتي، مؤكدة على ضرورة مواكبة المشاركين لتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة ومستدامة. وأوضحت أن هذه المشاريع المتوجة تعكس إبداع مواهب مدينة الصويرة الشابة، الذين استطاعوا تقديم حلول مبتكرة لها تأثير اقتصادي واجتماعي ملموس على القطاع.

وفي تصريح آخر، أشار مصطفى بوركبة، المدير الإقليمي للصناعة التقليدية، إلى أن المشاركين استفادوا من ورشات تدريبية تناولت موضوعات حيوية مثل “التفكير التصوري” و”تطوير التجارة الإلكترونية” و”إدارة الحملات الرقمية”. وأوضح أن هذه الورشات كانت جزءًا من برنامج تكويني شامل لدعم المشاركين في تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتنفيذ.

أضاف بوركبة أن هذه المبادرة كانت فرصة مثالية لمواجهة التحديات التي يواجهها قطاع الصناعة التقليدية المحلي، مثل ضعف الظهور على الإنترنت ومحدودية الوصول إلى الأسواق الوطنية والدولية. وأشاد المشاركون الفائزون بأهمية هذه المبادرة في تعزيز استخدام التكنولوجيا الرقمية في كافة المجالات الاقتصادية، وخاصة في قطاع الصناعة التقليدية الذي يتطلب مزيدًا من الابتكار والتطور لمواكبة التحولات العالمية.

لقد كانت هذه التظاهرة خطوة هامة نحو تطوير الاقتصاد المحلي وتعزيز تنافسية المنتجات التقليدية. كما تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي الغني في المغرب، مع توفير فرص جديدة للشباب وتسهيل دمجهم في الاقتصاد الرقمي.