تأهيل وترميم بحيرة ضاية عوا بإفران… مشروع يفتح آفاقا كبيرة لساكنة المنطقة
تأهيل وترميم بحيرة ضاية عوا بإفران… مشروع يفتح آفاقا كبيرة لساكنة المنطقة
يفتح مشروع التأهيل الإيكولوجي لبحيرة ضاية عوا بإقليم إفران، التي تعد واحدة من البحيرات الأكثر شهرة في المغرب وإحدى الأراضي الرطبة الجبلية الثمينة ذات الموائل النادرة والمتنوعة، آفاقا اقتصادية وسياحية وبيئية كبيرة وواعدة للمنطقة والإقليم برمته.
وتُمني ساكنة المنطقة النفس بأن تُسهم عملية تأهيل وترميم البحيرة، الجافة كليا منذ عام 2018، والمصنفة كموقع وطني ذو أهمية بيولوجية وإيكولوجية، ومنطقة ذات أهمية دولية للطيور المهاجرة وأرض رطبة قيمة في موقع “رامسار”، في إنعاش الحركة التجارية وعودة النشاط السياحي إلى سابق عهده، حيث كان هذا الفضاء متنفسا حقيقيا لساكنة المدن المجاورة والبعيدة على حد سواء، وقبلة متميزة للزوار المغاربة والأجانب للاستمتاع بجمالية وسحر الطبيعة وقضاء أوقات رائعة.
الاتفاقية الإطار للشراكة 2024-2023 للتأهيل الإيكولوجي لبحيرة ضاية عوا، الموقعة مؤخرا بمدينة إفران، استقبلتها الساكنة والفاعلون المحليون بترحاب وارتياح كبيرين، بالنظر إلى كونها ستسهم في دعم الإمكانات البيئية، والمناظر الطبيعية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية لضاية عوا من خلال المساهمة في تحسين القيم التراثية والوظائف البيئية الحالية للمنطقة الرطبة.
يتضمن هذا المشروع الهام الذي تنخرط فيه عدة جهات فاعلة هي عمالة إقليم إفران وجماعة ضاية عوا، ووكالة الحوض المائي لسبو، والمديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات لجهة فاس-مكناس، والمديرية الإقليمية للفلاحة بإفران ومنظمة Living PlanetMorocco .، إنجاز مجموعة من الدراسات الهندسية والجيوتقنية من أجل الشروع في أشغال تأهيل وبناء السواقي الواقعة في الحوض الهيدرولوجي للبحيرة.
كما يشمل هذا الورش الطموح، الذي رصد له غلاف مالي يناهز 1ر6 مليون درهم، تطوير قناة مائية لتزويد جزئها الطبيعي ووضع حاجز تحت أرضي لتقليل تدفقاتها الجوفية، وإجراءات لرفع مستوى الوعي وترشيد استخدام الموارد المائية على مستوى الجماعة الترابية ضاية عوا.
عن أهمية ووقع هذا المشروع الهام والطموح، أفاد محمد أوطالب رئيس جماعة ضاية عوا بإقليم إفران، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخباريةM24 بأن مشروع إعادة تأهيل وتثمين البحيرة سيخلق رواجا اقتصاديا وسياحيا كبيرا بالمنطقة سيعود بالنفع على الساكنة، فضلا عن إسهامه في تعزيز جمالية وجاذبية البحيرة وتعزيز إشعاعها الوطني والدولي وجعلها قبلة متميزة للسياح المغاربة والأجانب.
وأضاف السيد أوطالب أن امتلاء البحيرة، التي كانت تشكل متنفسا حقيقيا لساكنة مدينتي مكناس وفاس وجميع المدن المغربية، وقبلة متميزة للسياح الأجانب، سيعود بالنفع أيضا على فلاحي ومزارعي المنطقة، وسيمكن من خلق العديد من فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة.
وسجل أن المرحلة الأولى من المشروع تهم إعادة ترميم الجزء الطبيعي لبحيرة ضاية عوا (حوالي 30 أو 40 هكتار) وينتظر أن تشمل عدة عمليات مهمة من بينها بناء السواقي وإنجاز منشآت فنية وتشجير جنبات البحيرة، سيكون لها وقع إيجابي جدا وستمكن من إعادة الحياة لهذا الفضاء الطبيعي.
من جهته، اعتبر كنو مصطفى رئيس فيدرالية الأمل للبيئة والسياحة والتنمية بضاية عوا، في تصريح مماثل، أن مشروع تأهيل البحيرة سيعود بالنفع العميم على الساكنة والمنطقة وكذا الفلاحين، وسيسهم في النهوض بالحركة التجارية والسياحية وانتعاش المقاهي والمآوي السياحية والعديد من المهن الأخرى التي تلقى إقبالا لافتا، ضمنها ركوب الخيل.
وأضاف الفاعل البيئي أن امتلاء البحيرة بالمياه سيساهم، أيضا، في تعزيز التنوع البيولوجي من خلال عودة أصناف عديدة من الطيور المهاجرة والأسماك للبحيرة، ما سيضفي جمالية ورونقا خاص على هذا المتنفس الطبيعي، ويسهم في توافد أعداد متزايدة من السياح والزوار المغاربة والأجانب.
بدوره، توقف حميد أوطالب، عضو جمعية أصدقاء ضاية عوا للسياحة والبيئة والتتمية، في تصريح مماثل، عند الرواج السياحي والاقتصادي منقطع النظير الذي ينتظر أن يخلقه مشروع تأهيل وتثمين البحيرة، لاسيما انتعاش الحركة التجارية والدورة الاقتصادية وارتفاع عدد ليالي المبيت وخلق العديد من فرص الشغل لشباب وساكنة المنطقة.
كما نوه الفاعل البيئي بالآثار البيئية المهمة والجلية التي يُنتظر أن يحدثها هذا الورش الهام، وذلك بعودة أصناف مختلفة من الطيور المهاجرة إلى حضن البحيرة، ما سيعزز جاذبية هذا المتنفس الطبيعي ويساهم في تعزيز التنوع البيئي.
تأهيل وتثمين بحيرة ضاية عوا هو إذن مشروع هيكلي وطموح يفتح آفاقا كبيرة وواعدة ويلبي تطلعات ساكنة المنطقة، ويساهم بالتالي في إنعاش الحركة التجارية والسياحية، وتعزيز والنهوض بالتنوع البيولوجي.