المغرب يحتضن الاجتماع الإقليمي الإفريقي التحضيري للدورة الخامسة عشرة لاتفاقية رامسار للمناطق الرطبة
المغرب يحتضن الاجتماع الإقليمي الإفريقي التحضيري للدورة الخامسة عشرة لاتفاقية رامسار للمناطق الرطبة
شهدت مدينة مراكش، المعروفة بتراثها الثقافي ومكانتها العالمية، انعقاد الاجتماع الإقليمي الإفريقي التحضيري للدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية “رامسار” للمناطق الرطبة. انطلق هذا الحدث الكبير في الفترة الممتدة بين 8 و10 يناير 2025، بحضور 40 دولة إفريقية مشاركة في الاتفاقية، إضافة إلى منظمات دولية متعاونة وخبراء متخصصين في تدبير المناطق الرطبة.
يهدف الاجتماع إلى تنسيق الرؤى الإفريقية في سبيل المحافظة على هذه المناطق الحساسة بيئيًا وتعزيز استغلالها المستدام. كما يتمحور حول إعداد استراتيجية فعالة قبيل انعقاد مؤتمر الأطراف الخامس عشر في يوليو المقبل.
مناقشة القضايا الاستراتيجية لتحسين إدارة المناطق الرطبة
استعرض الاجتماع عدة قضايا استراتيجية لضمان حماية المناطق الرطبة وتعزيز استدامتها. كانت الخطة الجديدة لاستراتيجية رامسار 2025-2034 محور النقاش، إذ تهدف هذه الخطة إلى تسجيل المزيد من المواقع ذات الأهمية العالمية، مع التركيز على مستوطنات الطيور المهاجرة التي تحتاج إلى بيئات مترابطة.
كما تم تسليط الضوء على أهمية المناطق الرطبة في تحقيق أهداف التنوع البيولوجي العالمي، حيث تُعد هذه المناطق مخزونًا حيويًا للطبيعة قادرة على مواجهة تحديات التغيرات المناخية. ولتعزيز الجهود المبذولة، ناقش المشاركون كيفية تحسين البنية المؤسساتية للاتفاقية لضمان حكامة فعالة وجذب مزيد من الدعم الدولي والتمويل.
دور المغرب الريادي في الحفاظ على المناطق الرطبة
خلال افتتاح الاجتماع، أشار المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، عبد الرحيم هومي، إلى الإنجازات المغربية في مجال المحافظة على الموارد المائية والمناطق الرطبة. ومنذ انضمام المغرب لاتفاقية “رامسار” عام 1980، تمكن من تسجيل 38 موقعًا ضمن قائمة المناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية.
تجسد استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030” التزام المغرب بحماية هذه النظم البيئية، حيث تهدف إلى تحسين العلاقة بين الإنسان والطبيعة وتعزيز التنمية المستدامة. ومن ضمن أهداف الوكالة الوطنية للمياه والغابات، تسجيل 10 مواقع رطبة إضافية بحلول عام 2025 ليرتفع العدد إلى 48 موقعًا.
المغرب شريك فعال في الهيئات الدولية
يشغل المغرب دورًا محوريًا في الحكامة البيئية الدولية، كعضو في اللجنة الدائمة لاتفاقية “رامسار”، ويمثل منطقة شمال إفريقيا للفترة 2022-2025. هذه المكانة تتيح له قيادة الجهود الإفريقية للتصدي لتحديات المناطق الرطبة، وتعزيز استراتيجيات مستدامة لإعادة تأهيلها.
من خلال مشاركته في الهيئات الدولية، يعزز المغرب التعاون الإقليمي والدولي، ويضع نفسه كصوت فاعل في قضايا البيئة، مؤكدًا التزامه بتنفيذ المبادرات الهادفة إلى حماية التنوع البيولوجي.
الاجتماع فرصة لتعزيز التعاون الإفريقي
مثل اجتماع مراكش منصة لتقوية الروابط بين الدول الإفريقية وتعزيز الشراكات العابرة للحدود. كما أتاح الفرصة لتبادل الخبرات والتجارب، ما يعكس الرغبة المشتركة في حماية الأراضي الرطبة والتنوع البيولوجي، وتعزيز التنمية المستدامة.
ساهم هذا الاجتماع في إظهار مدى أهمية التعاون الإقليمي والدولي، خاصة في مواجهة التحديات البيئية المتزايدة، مثل التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي.
رؤية المغرب لتحقيق تنمية مستدامة
من خلال تنظيم هذا الحدث، جدد المغرب التزامه الراسخ بالمساهمة في الجهود البيئية العالمية، خاصة المتعلقة بالمناطق الرطبة. وتأتي هذه المبادرة لتعكس الرؤية الشاملة للمملكة في تحقيق التنمية المستدامة.
يظل المغرب نموذجًا يحتذى به على الصعيدين الإقليمي والدولي، بفضل سياساته البيئية الطموحة، التي تركز على حماية الموارد الطبيعية ومواجهة آثار التغيرات المناخية، مع دعم المجتمعات المحلية وتعزيز استدامة النظم البيئية.