أول رحلة طيران منذ سقوط نظام بشار الأسد بين دمشق وحلب تثير الآمال بمستقبل جديد
أول رحلة طيران منذ سقوط نظام بشار الأسد بين دمشق وحلب تثير الآمال بمستقبل جديد
في خطوة تعد مفصلية في تاريخ سوريا الحديث، أقلعت أول طائرة من مطار دمشق الدولي متجهة إلى مدينة حلب، في شمال سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد. جاءت هذه الرحلة في 8 ديسمبر 2024، لتعلن عن بداية مرحلة جديدة في سوريا بعد سنوات من التوترات السياسية والنزاع العسكري.
الطائرة التي أقلعت هي من طراز “إيرباص” تابعة لشركة “السورية للطيران” الوطنية، وكانت تقل 43 شخصا من بينهم صحافيون، وفقًا لما أفاد به مراسلون من وكالة فرانس برس. هذه الرحلة تمثل علامة فارقة في تاريخ الطيران السوري، حيث لم يتم تشغيل أي رحلة جوية من مطار دمشق منذ سقوط النظام.
تأتي هذه الرحلة في وقت حاسم بالنسبة لسوريا، حيث كانت مدينة حلب، التي كانت قد شهدت معارك عنيفة في السنوات الماضية، نقطة انطلاق لهجوم فصائل المعارضة التي تسيطر حاليا على مناطق واسعة من البلاد. وكان لهذه الفصائل دور كبير في تغيير مجرى الأحداث في سوريا، مما يعكس التغيرات الجذرية في المشهد السوري منذ بداية الثورة.
في وقت سابق، وفي خطوة رمزية تحمل معاني كبيرة، قام موظفو المطار برفع علم استقلال سوريا لعام 1946 على طائرات تابعة لشركة “أجنحة الشام” الخاصة. هذا العلم الذي كان يمثل رمز الحراك الشعبي في العام 2011 ضد نظام بشار الأسد، أصبح الآن علامة على التحولات السياسية التي تشهدها البلاد. كما تم استبدال العلم الذي كان سائدا في فترة الأسد في قاعات المطار، ليحل محله هذا الرمز الذي يتبناه النظام الجديد في سوريا.
إن هذه التغيرات تعكس نوعًا من الانتقال نحو مرحلة جديدة في سوريا، وهي مرحلة يأمل كثيرون أن تكون أكثر استقرارًا وتهدئة للنزاعات التي دامت لسنوات. ومع أن هذه الرحلة تعتبر خطوة أولى، فإنها قد تفتح الباب لمزيد من التغيرات الإيجابية في البلاد، خاصة في ظل تصاعد الآمال بعودة الحياة الطبيعية إلى العديد من المناطق السورية.
إن فتح الأجواء السورية أمام الرحلات الجوية مجددًا بعد سنوات من الانقطاع يعتبر مؤشرًا على استعادة البلاد بعضا من استقرارها، وقد يشجع على تنشيط حركة السفر والتجارة بين المدن السورية التي شهدت دمارات كبيرة بسبب النزاع.