سياسة

صحيفة لوموند تكشف عن خطوة المغرب نحو تصنيع الطائرات المسيرة التركية

صحيفة لوموند تكشف عن خطوة المغرب نحو تصنيع الطائرات المسيرة التركية

أفادت الصحيفة الفرنسية “لوموند” في تقريرها الأخير بأن المغرب على وشك أن يصبح أول دولة إفريقية تستقبل مشروعًا لإنتاج الطائرات المسيرة التركية، وذلك عبر تأسيس شركة جديدة باسم “أطلس ديفنس”. تم تسجيل هذه الشركة رسميًا في المحكمة التجارية بالرباط في 29 يناير 2025، مما يعكس خطوة استراتيجية نحو تعزيز القدرات الدفاعية للمملكة.

الخبر أثار تساؤلات حول هوية مالكي الشركة، ليتبين لاحقًا أن الأخوين حلوك وسلجوق بيرقدار يقفان وراء هذا المشروع. يعتبر الأخوان بيرقدار من الأسماء البارزة في قطاع الصناعات الدفاعية التركية، حيث يتولى الأول منصب الرئيس التنفيذي لشركة “بايكار” المصنعة للطائرات المسيرة، بينما يشغل الثاني منصب المدير التقني. ما يميز سلجوق بيرقدار أيضًا هو علاقته الشخصية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كونه صهره.

هذا التعاون بين المغرب وتركيا في مجال تصنيع الطائرات المسيرة ليس بالأمر الجديد. فقد بدأت العلاقة العسكرية بين البلدين في السنوات الأخيرة، إذ اقتنى الجيش المغربي منذ عام 2021 نحو 20 طائرة مسيرة من طراز “بيرقدار TB2” من تركيا، وهي تستخدم بشكل أساسي في المنطقة الصحراوية المغربية لمواجهة تهديدات جبهة “البوليساريو”.

تعد طائرات “بيرقدار TB2” من أبرز الطائرات المسيرة التركية التي حظيت باهتمام كبير من قبل العديد من الدول، بما في ذلك المغرب، وذلك بفضل قدرتها الفائقة على تنفيذ مهام استخباراتية ودفاعية في مناطق صعبة. وفي إطار تعزيز هذه الشراكة الدفاعية، تسلم المغرب أيضًا طائرات مسيرة من طراز “آقنجي” التي تتميز بقدرتها على التحليق على ارتفاعات كبيرة وتحمل كميات أكبر من الذخائر، مما يساهم في تعزيز إمكانياته العسكرية في المنطقة.

من المتوقع أن يكون لهذا التعاون بين المغرب وتركيا في تصنيع الطائرات المسيرة أثر كبير على استقرار المنطقة، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية. إذ يمكن للمغرب أن يستخدم هذه الطائرات لتعزيز قدراته في مواجهة التحديات الأمنية المختلفة، بما في ذلك تلك التي تهدد حدود المملكة في الصحراء.

هذا التطور يعكس تحولًا مهمًا في السياسة الدفاعية للمغرب، حيث يركز على تعزيز قدرة القوات المسلحة على التعامل مع التهديدات الحديثة باستخدام تكنولوجيا الطائرات المسيرة. ويمثل هذا المشروع خطوة مهمة نحو تقوية التعاون العسكري بين المغرب وتركيا، وهو ما يعكس استراتيجية المملكة لتوسيع شراكاتها الدفاعية مع الدول التي تمتلك تقنيات متقدمة في هذا المجال.

إن تأسيس “أطلس ديفنس” في المغرب هو بداية لمرحلة جديدة في مجال الصناعات الدفاعية، حيث ستكون المملكة قادرة على تصنيع الطائرات المسيرة محليًا، مما يساهم في تطوير القدرات التقنية المحلية ويعزز من قدرة المغرب على التعامل مع التحديات الأمنية المستقبلية.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!