سبعة مغاربة يحققون النجاح في جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة

سبعة مغاربة يحققون النجاح في جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة
أعلن المركز العربي للأدب الجغرافي “ارتياد الآفاق” عن قائمة الفائزين بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في دورتها الـ23 (2024 – 2025)، حيث تميزت هذه الدورة بوجود سبعة مغاربة ضمن قائمة الفائزين. تأتي هذه الجائزة المرموقة تقديراً للإنجازات البارزة في مجال أدب الرحلة، وهو حقل ثقافي يشهد تطورًا كبيرًا في العالم العربي، ما يعكس الاهتمام المتزايد من الباحثين والمحققين في هذه المجالات الأدبية.
توزعت الجوائز على مختلف الفئات، حيث حصل ثلاث مغاربة على جائزة “الرحلة المحققة”، وفي مقدمتهم عبد الهادي الكديوي الذي فاز عن دراسته وتحقيقه لكتاب “رحلة الهشتوكي – هداية الملك العل أم، إلى بيت الله الحرام” الذي أعده أبو العباس الجزولي التملي. كما حصلت حرية الريفي على الجائزة عن تحقيقها لكتاب “شفاء الغرام في حج بيت الله الحرام وزيارة قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام” لمحمد بن محمد بن الحسن الحجوجي الدمناتي، بينما فاز محمد الأندلسي عن دراسته وتحقيقه لكتاب “الرحلة المكية فرنسا – الحجاز – الجزائر” لأحمد بن العياشي سكيرج.
وفي سياق متصل، فاز المصري طه الشاذلي علي في نفس الفئة عن دراسته لكتاب “سياحة البلدان” لمصطفى بن حسين الحموي الدمشقي الشافعي، المعروف باللطيفي، مما يعكس التنوع الثقافي الذي تحققه هذه الجوائز. وقد أبرزت هذه الجوائز عمق البحث الأكاديمي والإسهام الأدبي في مجال الرحلات، حيث استمرت الأعمال الفائزة في تقديم نظرة معمقة للأماكن والتاريخ.
بالانتقال إلى فئة “اليوميات”، فقد فاز كل من المغربي محمد محمد خطابي عن عمله “على وقع خطوات كريستوفر كولومبوس، رحلة إلى أمريكا الجنوبية كأنك تعيش فيها وترحل عبر تاريخها”، وكذلك مشعان المشعان من المملكة العربية السعودية عن كتابه “ما أحمله معي حياة وأسفار وتصورات أخرى”. تمثل هذه الجوائز شهادة على الاهتمام المتزايد بتوثيق الرحلات المعاصرة والتجارب الشخصية التي يسجلها الأدباء حول العالم.
من جانب آخر، هيمن الباحثون المغاربة على جوائز فئة “الدراسات”، حيث فاز عبد العزيز جدير عن مؤلفه “الرحلة الأمريكية إلى الديار الطنجية”، وكذلك محمد النظام عن عمله “الرحالون المغاربة وفرنسا في عصر الحماية مستويات التقاطع والاختلاف”. إضافة إلى عبد الرحمن التمارة الذي فاز عن كتابه “صدى المشاهد تشكل المشاعر في الرحلة المعاصرة”، ما يعكس براعة المغرب في مجالات البحث المتخصص في أدب الرحلة ودراساتها.
أما في فئة “الرحلة المترجمة”، فقد حصل على الجائزة عصام محمد الشحادات من الأردن عن ترجمته لكتاب “رحلة إلى مصر وسوريا 1783 و1784 و1785” لقسطنطين فرانسوا فولني. كما نال جائزة فئة “الرحلة المعاصرة” اللبناني عيسى مخلوف عن كتابه “باريس التي عشت، دفتر يوميات”، والمصري محمد سالم عبادة عن مؤلفه “الفتوحات البوهيمية رحلات في بلاد التشيك والمجر وإيطاليا”. تبرز هذه الجوائز أهمية الترجمة في توسيع آفاق معرفة القراء حول تجارب الرحلات التاريخية والمعاصرة.
في ذات السياق، تم تكريم عدة أعمال لم تحقق الجوائز، لكنها حظيت بالثناء على مستوى التميز الأدبي، مثل مؤلفات “الصعود إلى الصين في وصف المكان وطبغرافيا الإنسان” (فرع اليوميات) لمصطفى محمد بشارات من فلسطين، و”تحت الخيمة ذكرياتي في حرب تطوان 1860″ (فرع الترجمة) للمغربي سفيان بلحاج، و”من موسكو إلى سمرقند 1934″ (فرع الترجمة) لأحمد أبو دياب من مصر. هذه الأعمال تساهم في إثراء الأدب الجغرافي وتوثيق التاريخ الثقافي والعلمي.
أكد المدير العام للمركز العربي للأدب الجغرافي والمشرف على الجائزة، نوري الجراح، أن هذه الدورة شهدت تنوعًا كبيرًا في المخطوطات والأبحاث التي تم التقديم لها، بما في ذلك تحقيق المخطوطات ودراسات الرحلة والرحلات المعاصرة. كما أشار الشاعر محمد أحمد السويدي إلى أن “حصاد ربع قرن من نشاط المركز العربي للأدب الجغرافي وجائزته المكرسة لأدب الرحلة يبرهن على صوابية الخيار في إنشاء هذا المشروع الثقافي الاستراتيجي”. وأشاد بإنجازات الباحثين والمحققين المغاربة، الذين يواصلون الريادة في هذا المجال.
من المتوقع أن يتم إصدار الأعمال الفائزة والمنوه بها عن “دار السويدي” ضمن سلاسل “ارتياد الآفاق” للرحلة المحققة والرحلة المعاصرة “سندباد الجديد”، ودراسات أدب الرحلة بالتعاون مع “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” في بيروت. أما الرحلة المترجمة وأدب اليوميات فسيتم نشرها بالتعاون مع “دار المتوسط” في ميلانو، مما يتيح لهذه الأعمال الانتشار بشكل أوسع على المستوى العربي والدولي.
من جانب آخر، سيتم تنظيم حفل توزيع الجوائز في مرحلتين، في كل من الرباط وأبوظبي، حيث سيتم الإعلان عن التفاصيل لاحقًا.