دراسة تكشف أن العزوبية تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب

دراسة تكشف أن العزوبية تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب
أظهرت دراسة دولية حديثة أن الأشخاص غير المتزوجين أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بالمتزوجين. لكن هذا التأثير يختلف وفقًا لعدة عوامل مثل البلد الذي يعيش فيه الفرد، جنسه، ومستوى تعليمه. تُعد هذه الدراسة خطوة مهمة لفهم تأثير الحالة الزوجية على الصحة النفسية.
الدراسة التي أُجريت على عينة من 106556 مشاركًا من مختلف أنحاء العالم، شملت دولًا مثل الولايات المتحدة، بريطانيا، الصين، كوريا، المكسيك، إندونيسيا، وإيرلندا. قام الباحثون في البداية بتحليل العلاقة بين الحالة الزوجية وأعراض الاكتئاب، ومن ثم تم فحص تأثير الزواج طويل الأمد على خطر الإصابة بالاكتئاب. هذه الدراسة تتبع منهجية علمية دقيقة لفحص كيفية تأثير الحالة الزوجية على الصحة النفسية.
أظهرت النتائج أن الأفراد غير المتزوجين، سواء كانوا رجالًا أو نساء، كانوا أكثر عرضة للاكتئاب بنسبة تقارب الضعف مقارنة بالمتزوجين. هذا التأثير كان أكثر وضوحًا في البلدان الغربية مثل الولايات المتحدة، بريطانيا، وإيرلندا، مقارنة بالبلدان الشرقية مثل الصين وكوريا وإندونيسيا. هذا الاختلاف قد يكون مرتبطًا بالعوامل الاجتماعية والثقافية في تلك البلدان.
فيما يتعلق بالفروق بين الجنسين، تبين أن الرجال غير المتزوجين أكثر عرضة للاكتئاب من النساء غير المتزوجات. ويُعتقد أن ذلك قد يكون بسبب قلة الدعم الاجتماعي المتاح للرجال في المجتمعات التي يشيع فيها الزواج كأساس اجتماعي. كما أن النساء قد يحصلن على شبكة دعم اجتماعي أكبر في حال عدم الزواج، مما يقلل من فرص تعرضهن للاكتئاب.
تُظهر الدراسة أيضًا أن مستوى التعليم له دور كبير في احتمالية الإصابة بالاكتئاب. فقد لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يمتلكون مستويات تعليمية عالية ويعيشون دون شريك، كانوا أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل الصحة النفسية، بما في ذلك الاكتئاب. يشير هذا إلى أن التعليم العالي قد لا يكون كافيًا للحفاظ على الصحة النفسية إذا كان الفرد يفتقر إلى الدعم الاجتماعي الناتج عن العلاقة الزوجية.
ويؤكد العلماء أن الزواج يمكن أن يكون عاملًا وقائيًا ضد الاكتئاب في العديد من البلدان الغربية. فوجود شريك حياة قد يساهم في توفير الدعم العاطفي والاجتماعي الذي يساعد في الوقاية من المشاعر السلبية والاكتئاب. ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن الصحة النفسية لا تعتمد فقط على الزواج بل تتأثر أيضًا بعدد من العوامل الأخرى مثل الدعم الاجتماعي، مستوى الإجهاد، والخصائص الثقافية.
يأمل العلماء أن تساعد الدراسات المستقبلية في فهم أفضل للآليات التي يؤثر من خلالها الزواج على الصحة النفسية. من خلال هذه الفهم، يمكن وضع استراتيجيات خاصة بالأشخاص العزاب تهدف إلى الوقاية من الاكتئاب. هذا يشمل توفير الدعم الاجتماعي والموارد النفسية التي تساعدهم في التعامل مع ضغوط الحياة اليومية.