حملة “بحر بلا بلاستيك” لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة تحل بشاطئ الدالية
نظمت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، اليوم الثلاثاء، فعالية بيئية رائعة بشاطئ الدالية التابع لعمالة الفحص-انجرة، في إطار الدورة الرابعة لحملتها التحسيسية والتعبوية لمكافحة تلوث البحار والمحيطات بالنفايات البلاستيكية ،تحت شعار “بحر بلا بلاستيك”.
ونظمت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ، التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، بشاطئ الدالية، عملية “بحر بلا بلاستيك”، وذلك بدعم من مؤسسة طنجة المتوسط وبشراكة مع جمعية الساحل للتنمية والثقافة وجمعية أبطال الفنيدق للصيد الرياضي وحماية البيئة، حيث تندرج الحملة في إطار الموسم الرابع والعشرين من حملة الشواطئ النظيفة، وذلك انسجاما مع مهمة المؤسسة في توعية المغاربة بضرورة الحفاظ على البحار والمحيطات.
وعرفت هذه الفعالية التحسيسية تنظيم سلسلة من الأنشطة التوعوية وورشات عمل موضوعاتية تتعلق بحماية البيئات البحرية، حيث استفادت من هذه الأنشطة التحسيسية مجموعة من الأطفال التابعين لإحدى الجمعيات التربوية، بالإضافة إلى المصطافين وزوار الشاطئ، الذين تلقوا أيضا دروسا نظرية وعملية في الغوص والسباحة، بمشاركة جمعية أبطال الفنيدق للصيد الرياضي وحماية البيئة.
كما جرى بالمناسبة الاستعانة بغواصي الجمعية المذكورة لإزالة النفايات والمواد البلاستيكية وغيرها من قاع البحر، والتي سيتم اعادة تدويرها في ورشات إعادة التدوير وخياطة الشباك.
وأوضح المسؤول عن عملية “بحر بلا بلاستيك” بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، سامي الاكليل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية M24، أن المؤسسة أطلقت الدورة الرابعة لعملية “بحر بلا بلاستيك” التي ستجوب شواطئ المملكة من شمالها إلى جنوبها، مضيفا أن هذه العملية عرفت هذه السنة إدراج شواطئ جديدة بمختلف جهات المملكة، كما سيتم إزالة النفايات من قاع البحر ب 24 شاطئا .
وأكد المسؤول أن عملية “بحر بلا بلاستيك” تتضمن مجموعة من الورشات، تتوزع فيما بين إعادة التدوير وخياطة الشباك والرسم والتنوع البيولوجي والتنشيط الثقافي والبيئي والغوص، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى تثقيف الناشئة وتوعيتها حول تأثير النفايات البلاستيكية على المحيطات والتنوع البيولوجي، لاسيما عبر فرز النفايات التي يتم استخراجها من البحر من قبل غواصين محترفين، ثم إعادة تدويرها.
وشدد على أن الهدف من ذلك هو تربية هؤلاء الأطفال والشباب على القيم الثلاث للتربية البيئية، والتي تتمثل في إعادة التدوير والاسترداد وإعادة الاستخدام، مع الطموح للحد من رمي النفايات البلاستيكية وتحقيق الهدف المنشود “بحر بلا بلاستيك”.
من جانبها، أبرزت مسؤولة التواصل بمجموعة طنجة المتوسط، مريم فارس، جهود المجموعة، وعيا منها بأهمية المحافظة على البيئة، لتهيئة شاطئ الدالية منذ سنة 2015 ضمن برنامج “شواطئ نظيفة”، الذي أطلقته مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، مبرزة أنه تم في هذا الإطار توفير مجموعة من المعدات والتجهيزات لضمان جودة وراحة المصطافين، وتوفير فضاء بيئي للاصطياف وحث مرتاديه على المحافظة على نظافته.
وأشارت المسؤولة الى أن شاطئ الدالية بفضل مجموعة من الفعاليات والشركاء تمكن من الحفاظ على شارة اللواء الأزرق منذ سنة 2016، مما ساهم في التنشيط السياحي والاجتماعي والاقتصادي للمنطقة.
يشار الى أن الدورة الرابعة من عملية “بحر بلا بلاستيك”، المستمرة إلى غاية 15 من شتنبر القادم، تندرج في إطار الموسم الرابع والعشرين من برنامج شواطئ نظيفة، حيث أن البرنامج الرئيسي للمؤسسة يشمل هذه السنة 109 شاطئا، 27 منها تحمل اللواء الأزرق. ولتوفير فضاء نظيف ومجهز وآمن وحيوي للمصطافين، ستتم مواكبة هذه الشواطئ من لدن المؤسسة والمديرية العامة للجماعات الترابية، وبالنسبة ل 67 منها، ستستفيد من مساهمة ومواكبة 26 شريكا اقتصاديا يوفرون موارد مادية وبشرية إضافية.
كما ان مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ملتزمة بشدة بحماية البحار والمحيطات، وقد انضمت إلى عقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات من أجل التنمية المستدامة، والذي يتمثل أول تحدياته العشرة في فهم التلوث البحري ومكافحته. وسجلت عملية “بحر بلا بلاستيك” كنشاط من أنشطة هذا العقد وحصلت على جائزة الممارسات الفضلى بشواطئ اللواء الأزرق في العالم.
ولايزال نشاط المؤسسة الرئيسي هو عملية “بحر بلا بلاستيك”، حيث تم رفع سقف تحديات سنة 2023 بالمقارنة مع السنة الفارطة، وذلك بالعمل على تخفيض حجم النفايات البلاستيكية بمقدار 10 أطنان على الأقل لكل شاطئ، وتنفيذ ما لا يقل عن 40 ألف إجراء للتوعية البيئية، وتحسيس حوالي مليوني شاب وإعادة تدوير جميع النفايات البلاستيكية التي تم جمعها.
ولإرساء هذه العملية الطموحة، نظمت المؤسسة في 18 ماي 2023 ورشة عمل شارك فيها جميع شركائها الاقتصاديين والجماعات الساحلية في البناء المشترك لخارطة الطريق وتنسيقها وتعبئة جميع الجهات الفاعلة التي تسهم في نجاحها.
وسيتم تنظيم أنشطة تحسيسية لفائدة تلاميذ برامج المدارس الإيكولوجية، والمراسلين الشباب من أجل البيئة والمشرفين عليهم، وذلك بالشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، كما سيتم تنسيق هذه الأنشطة مع حوالي عشرين جمعية غوص محترفة ستقوم بعمليات تنظيف قاع البحر في 24 شاطئاً، لتكون بمثابة أساس لورش التوعية والتحسيس وإعادة التدوير، ومعارض للشباك المعلقة المعاد تدويرها.
كما ستعمل عملية “بحر بلا بلاستيك” على توعية وتحسيس أطفال المخيمات الصيفية التابعة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، وتعبئة الجامعة الوطنية للكشفية المغربية. وأخيراً، سيتم إنشاء مكتبات في بعض الشواطئ.
للوصول بشكل أفضل إلى الشباب، الفئة التي تحظى بالأولوية، ستستعمل عملية “بحر بلا بلاستيك” على القنوات الرقمية بشكل كبير، باستخدام شبكات التواصل الاجتماعية، كفيسبوك وانستغرام وتطبيق “أنابونظيف” الخاص بها.
علاوة على عملية “بحر بلا بلاستيك”، وهي عملية رئيسية للتوعية والتحسيس ببرنامج الشواطئ النظيفة، ستعمل المؤسسة والجماعات والشركاء الاقتصاديون والوزارات المعنية، على غرار ال 24 عاماً الماضية، على تمكين المغاربة من الاستمتاع بالبحر والمحيط في فضاءات نظيفة ومجهزة، مراقبة، وآمنة وحيوية.
ومنذ بداية العام، ضاعفت المؤسسة من أنشطتها في مجال التحسيس والتوعية، ولا سيما في صفوف الشباب. وهكذا قامت من خلال ذراعها الأكاديمية، مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة، بتحسيس أطفال برامج المدارس الإيكولوجية والصحافيين الشباب من أجل البيئة في يوم البيئة العالمي (5 يونيو)، واليوم العالمي للمحيطات (8 يونيو)، والمعرض الدولي للكتاب والنشر. كما قامت بتحسيس فئات مختلفة وأوسع من خلال تنظيم ثلاثة مؤتمرات دولية في أوائل يونيو (حلول للتلوث البلاستيكي، والمد والجزر البلاستيكي في البحر الأبيض المتوسط، وخارطة طريق إفريقية لعقد المحيطات).
وأخيراً، ستتعبأ المؤسسة وشركاؤها الاقتصاديون من خلال عملية “بحر بلا بلاستيك”، للتقليل من التلوث البلاستيكي في الشواطئ، وهي مشكلة عالمية ملحة. حيث أصبح التلوث البلاستيكي خطيراً للغاية لدرجة أن 157 دولة تعمل حالياً على سن معاهدة دولية بحلول عام 2024 ستكون ملزمة قانونياً بشكل استثنائي.