فن وثقافة

جدل واسع في مراكش بعد عرض فيلم يناقش قضايا المثلية

جدل واسع في مراكش بعد عرض فيلم يناقش قضايا المثلية

شهد قصر المؤتمرات بمدينة مراكش حادثة أثارت جدلاً واسعاً عقب عرض فيلم “ميلك”، الذي يتناول السيرة الذاتية للناشط السياسي هارفي ميلك، أول شخص مثلي علناً يتم انتخابه لمنصب رسمي في الولايات المتحدة. الفيلم الذي استعرض نضال ميلك في الدفاع عن حقوق المثليين تضمن مشاهد حميمة أثارت ردود فعل قوية بين الحاضرين، حيث انسحب عدد كبير منهم بما في ذلك شخصيات سياسية واجتماعية بارزة، معبرين عن رفضهم لهذه المشاهد التي اعتبروها صادمة وغير ملائمة للسياق الثقافي.

الحادثة تعكس مدى حساسية المجتمع المغربي تجاه قضايا المثلية الجنسية، حيث تعتبر في نظر الكثيرين مسألة غير مقبولة اجتماعياً ودينياً. المجتمع المغربي، الذي يستمد الكثير من قيمه من التعاليم الدينية الإسلامية، ينظر إلى هذه الظاهرة كتصرف مخالف للفطرة البشرية ومرفوض ضمن التقاليد السائدة. هذه المواقف الرافضة تجد جذورها في القيم المحافظة التي تسعى للحفاظ على ما يعتبره المغاربة إطاراً أخلاقياً وثقافياً سليماً.

في سياق أوسع، يبرز عرض فيلم “ميلك” النقاش حول التحديات التي تواجه السينما في المجتمعات التقليدية، حيث يُنظر إلى قضايا المثلية الجنسية على أنها مواضيع جدلية تصطدم بالقيم الثقافية والدينية. السينما، التي تهدف عادة إلى إثارة النقاش وطرح القضايا الحقوقية، تجد نفسها في مواجهة رفض مجتمعي كبير حين يتعلق الأمر بموضوعات حساسة كهذه. هذه التحديات تجعل عرض مثل هذه الأفلام في المجتمعات المحافظة محفوفاً بالمخاطر، نظراً لما تثيره من انزعاج ورفض بين المشاهدين.

ردود الفعل داخل قاعة الوزراء خلال عرض الفيلم تُبرز بوضوح رفض شريحة كبيرة من المغاربة لهذه الظواهر. انسحاب الحضور كان تعبيراً عن موقف جماعي، يعكس رفضاً قاطعاً لما يُعتبر مخالفاً للقيم والتقاليد المغربية. بالنسبة للكثيرين، تمثل هذه الظواهر تهديداً للثوابت الاجتماعية، مما يدفعهم إلى اتخاذ مواقف حازمة للتعبير عن اعتراضهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!