صحة

المغرب يطلق برنامجا وطنيا لمكافحة التدخين في إطار استراتيجيات صحية شاملة

المغرب يطلق برنامجا وطنيا لمكافحة التدخين في إطار استراتيجيات صحية شاملة

في إطار حرص الحكومة المغربية على تحسين صحة المواطنين، أعلن وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، عن إطلاق برنامج وطني لمكافحة التبغ. هذا البرنامج يأتي كجزء من جهود الحكومة لتعزيز الوقاية من الأمراض المرتبطة بالتدخين، ويعتبر عنصراً مهماً في المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان الذي أُطلق في وقت سابق. كما يهدف البرنامج إلى تحقيق نتائج إيجابية على الصعيدين الصحي والاقتصادي، مع التركيز على جعل التبغ أحد الأولويات الصحية الوطنية.

واستعرض الوزير في جوابه على سؤال قدمه الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي، الإجراءات التي تم اتخاذها لتعزيز هذه المبادرة منذ إطلاق المخطط الوطني الأول. وأشار إلى أن المخطط الثاني للوقاية ومراقبة السرطان، والذي يغطي فترة تمتد إلى عام 2029، يعزز الجهود المبذولة من خلال تنفيذ أربع إجراءات رئيسية تهدف إلى مواصلة تحقيق المكاسب التي تحققت في السنوات السابقة. وأكد الوزير أن الاستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات لمكافحة الأمراض غير السارية تشمل هدفاً طموحاً يتمثل في تقليص استهلاك التبغ بين الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 15 عاماً بنسبة 20 في المائة بحلول عام 2029.

من أهم الخطوات التي يعتمد عليها البرنامج الوطني لمكافحة التدخين هو تعزيز الوعي والتحسيس حول الآثار الضارة للتدخين. يشمل هذا تنفيذ خطة وطنية للتواصل وتنظيم حملات توعية تستهدف كافة المواطنين من جميع الفئات. كما يتضمن الاحتفال سنوياً، بالتوازي مع باقي دول العالم، باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، عبر تنظيم ندوات وجلسات عمل تسلط الضوء على أضرار التدخين وطرق الإقلاع عنه. بالإضافة إلى ذلك، يتم بث رسائل إعلامية سمعية بصرية تسهم في نشر الوعي حول المخاطر الصحية الناتجة عن التبغ.

وفيما يتعلق بالأرقام والإحصائيات الخاصة بتأثيرات التدخين على الصحة العامة، قدم الوزير معطيات تظهر أن التدخين يتسبب في 8 في المائة من مجموع الوفيات في المغرب، كما يساهم في 75 في المائة من وفيات سرطان الرئة و10 في المائة من وفيات أمراض الجهاز التنفسي. تشير الدراسات التي أجرتها وزارة الصحة إلى أن التبغ يشكل تهديداً كبيراً لصحة المغاربة، مما يؤدي إلى معاناة صحية واسعة النطاق.

تظهر التقييمات التي أُجريت حول التأثير الوبائي والاقتصادي للتدخين أن التبغ هو سبب رئيسي للعديد من الأمراض المزمنة. ففي عام 2019، تسببت الأمراض القلبية والشرايين في 74 ألف حالة صحية مرتبطة بالتدخين، بالإضافة إلى 4227 حالة جديدة سنوياً من سرطان الرئة. ومن المؤسف أن عدد الوفيات الناجمة عن التدخين بلغ 12.800 حالة وفاة مبكرة.

من الناحية الاقتصادية، أظهرت التقييمات أن التكلفة السنوية للتبغ في المغرب تتجاوز 5 مليارات درهم. وتُشكّل هذه التكلفة حوالي 8.5 في المائة من إجمالي النفقات الصحية في البلاد، كما تمثل 0.45 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. تم تقسيم هذه التكاليف بين عدة جوانب، بما في ذلك التكلفة الطبية المباشرة بنسبة 60.9 في المائة، وتكلفة الوفيات التي تمثل 33 في المائة، وفقدان الإنتاجية المرتبط بالأمراض بنسبة 6.1 في المائة.

تعتبر هذه الأرقام بمثابة تحذير لإلحاح الحاجة إلى تكثيف الجهود لمكافحة التدخين في المغرب. فالتدخين لا يهدد فقط الصحة العامة بل له أيضاً تأثيرات اقتصادية كبيرة. ومنظمة الصحة العالمية أكدت أن التدخين يعد من أبرز أسباب الوفيات القابلة للوقاية، إذ يودي بحياة نحو 8 ملايين شخص سنوياً حول العالم.

من خلال هذا البرنامج الوطني، تواصل الحكومة المغربية التزامها بالتصدي لهذه المشكلة الصحية الملحة، وذلك عبر اتخاذ خطوات ملموسة تهدف إلى تقليص أضرار التبغ وزيادة الوعي لدى المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!