المغرب يحقق هيمنة في جائزة الكتاب العربي بدورتها الأولى في الدوحة
![](https://akhbarlyaoum24.ma/wp-content/uploads/2025/02/جائزة-الكتاب-العربي-850x560-1-780x470.jpg)
المغرب يحقق هيمنة في جائزة الكتاب العربي بدورتها الأولى في الدوحة
في الدوحة، تم الإعلان عن الفائزين بجائزة الكتاب العربي في دورتها الأولى بعد تأسيسها، حيث أظهرت النتائج هيمنة واضحة للباحثين المغاربة الذين حصلوا على جوائز في مختلف الفئات الدراسية. هذا الإنجاز يعكس بوضوح مستوى التميز الذي تحققه المملكة المغربية في المجالات الأكاديمية والثقافية على المستوى العربي.
في فئة الكتاب المفرد في مجال الدراسات اللغوية والأدبية، فاز الباحث المغربي عبد الرحمن بودرع بالمركز الأول عن كتابه “بلاغة التضاد في بناء الخطاب – قضايا ونماذج”، بينما فاز زميله محمد غاليم بالمركز الثالث عن كتابه “اللغة بين ملكات الذهن – بحث في الهندسة المعرفية”. هذه الجوائز تعكس قدرات المغاربة في مجال الدراسات الأدبية واللغوية، حيث يظهرون براعتهم في البحث والتحليل.
وفي فئة الدراسات التاريخية، التي تعتبر من المجالات الأكثر تحديًا، فاز الباحث المغربي يونس المرابط بالمركز الثاني عن كتابه “فتح الأندلس في الاستشراق الإسباني المعاصر ما بين النفي والإثبات”، ما يعكس عمق إسهاماته في مجال التاريخ العربي والإسلامي، خاصة في دراسة دور الاستشراق الإسباني في تفسير تاريخ الأندلس.
أما في فئة الدراسات الاجتماعية والفلسفية، التي شهدت حجب المركز الأول، فقد فاز الباحث محمد الصادقي بالمركز الثاني عن كتابه “الوجود والماهية بين أبي علي ابن سينا وفخر الدين الرازي”، فيما تقاسم المركز الثالث المكرر كل من يوسف تيبس عن كتابه “مفهوم النفي في اللسان والمنطق”، وعبد القادر مرزاق عن كتابه “الاستعارة في علم اجتماع ماكس فيبر وزيغمونت باومان”. هذه الجوائز تؤكد على المكانة المرموقة للمفكرين المغاربة في مجالات الفلسفة وعلم الاجتماع، وقدرتهم على تقديم رؤى فكرية جديدة ومختلفة.
وفي مجال العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية، فاز الحسان شهيد بالمركز الثاني عن كتابه “رسالة الشافعي: في السياق والمنهاج والخطاب دراسة في نظرية المعرفة الأصولية”، مما يعكس إسهاماته القيمة في دراسة الفقه الإسلامي وتطوير المعرفة الأصولية في إطار علمي دقيق.
على مستوى الإنجاز، تم تتويج كل من أحمد المتوكل في مجال اللسانيات وإبراهيم القادري بوتشيش في التاريخ، ما يظهر التطور الكبير في البحث العلمي المغربي ويعكس تنوع اهتمامات الباحثين المغاربة في مجالات معرفية متنوعة.
أما في فئة المؤسسات، فقد فازت عدة مؤسسات مغربية مثل معهد المخطوطات العربية وكرسي الدكتور عبد العزيز المانع ودار الكتاب الجديد المتحدة، ما يدل على الدور الكبير للمؤسسات الثقافية المغربية في تعزيز الفكر العربي.
وقد صرح عبد الواحد العلمي، المدير التنفيذي لجائزة الكتاب العربي، لوكالة المغرب العربي للأنباء بأن الترشيحات للجائزة فاقت التوقعات، مشيرًا إلى أن الحضور المغربي القوي في قائمة الفائزين كان أمرًا متوقعًا، نظرًا لما يشهده الباحثون المغاربة من جدية وموثوقية في مجالات البحث الأكاديمي التي تم التنافس عليها.
الجدير بالذكر أن الجائزة قد حققت نجاحًا لافتًا حيث استقبلت 1261 ترشيحًا من 35 دولة عربية. وتم تحكيم هذه الترشيحات من قبل أكاديميين متخصصين في قطر وعدد من الدول العربية الأخرى، مما يضمن نزاهة العملية وتأكيد مبدأ الشفافية.
وقد تم توزيع الترشيحات بين فئات مختلفة، حيث بلغ عدد الترشيحات في فئة الكتاب المفرد حوالي 1175 مشاركة، بينما وصل عدد الترشيحات في فئة الإنجاز إلى 86 مشاركة، ما يعكس زيادة المشاركة المؤسساتية بنسبة 69 في المائة مقابل 31 في المائة للأفراد. هذا يعكس تزايد دور المؤسسات في دعم الفكر الثقافي في العالم العربي.
تعتبر جائزة الكتاب العربي، التي تصل قيمتها الإجمالية إلى مليون دولار، خطوة هامة نحو تعزيز دور الكتاب العربي في المشهد الثقافي والفكري، وتهدف إلى تكريس الجودة والإبداع في مختلف المجالات المعرفية بعيدًا عن النمط التقليدي.