المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في صلب جهود النهوض بالسياحة البيئية المستدامة والمسؤولة
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في صلب جهود النهوض بالسياحة البيئية المستدامة والمسؤولة
توجد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بفلسفتها، وبرامجها البراغماتية، ومقاربتها المبتكرة، على صعيد إقليم الحوز، الذي يغلب عليه الطابع الجبلي، في صلب الجهود المبذولة من أجل النهوض بنشاط سياحي صديق للبيئة، مستدام ومسؤول.
فالاهتمام الذي توليه المبادرة لمواكبة شباب المنطقة حاملي المشاريع في مجال السياحة البيئية، ليس وليد الصدفة، بقدر ما ينبع من النهج الذي يتبناه هذا الورش الملكي، والذي وضع، منذ أن أطلقه، رسميا، صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2005، الفرد في صلب أولويات الديناميات التنموية، وذلك من خلال تشخيص دقيق يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل مجال ترابي.
وفي هذا الصدد، انخرطت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مرحلتها الثالثة، وبالتحديد من خلال برنامجها الثالث المتعلق ب”تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب”، على صعيد إقليم الحوز في مواكبة حاملي المشاريع، ولاسيما الشباب والنساء، عبر توفير فرص شغل غير مسبوقة لفائدتهم، وبرامج التشغيل الذاتي في العديد من القطاعات الواعدة، مثل السياحة والصناعة التقليدية والفلاحة والخدمات.
وتوجد بإقليم الحوز العديد من مشاريع السياحة البيئية، التي قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بدعمها ماليا، على غرار مشروع مأوى دوار تاغود بجماعة ويرغان القروية، الذي استفاد من متابعة ومواكبة المبادرة من أجل الولوج إلى عالم المقاولة.
وفي زيارة لفريق من (إم 24) القناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء، لهذا المأوى، تمت معاينة أهمية هذا المشروع المندمج، والذي يقترح على الزبناء إقامة في قلب الطبيعة وسط قرية هادئة بعيدا عن الضوضاء، مع تقديم خدمات متميزة تشمل أطباقا محلية، وجولة سياحية في المنطقة الجبلية التي تكسوها الأشجار.
وساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في هذا المشروع، الذي بلغت تكلفته الاجمالية 160 ألفا و180 درهما، بـ 96 ألفا و108 دراهم، من أجل تشجيع السياحة البيئية المستدامة والمسؤولة، مع ابراز الغنى والتنوع الذي تزخر به المنطقة.
وقالت مسيرة المأوى، مريم كنديز، في تصريح لقناة (إم 24)، إن المأوى يوفر العديد من الخدمات السياحية للزبناء، من إيواء وأطباق محلية وجولات سياحية بالمنطقة، مشيرة إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساعدتها ماليا في تجهير المأوى، بالإضافة إلى التكوين ما قبل انجاز المشروع، وبعده.
وعبرت عن شكرها للمبادرة، التي ما تزال تواكب وتقوم بتتبع المشروع، الذي يشغل حاليا شخصين، مبرزة أن الأشغال جارية في المأوى من أجل توسيعه وتطويره وخلق فرص شغل جديدة في المشروع.
وأكدت أن هناك اقبالا لا بأس به على الحجز في المأوى من قبل العائلات، خصوصا في أيام نهاية الأسبوع، لافتة إلى أن المأوى يعرف اقبالا أيضا من طرف سياح مغاربة وأجانب فضلا عن السياح المحليين.
ومن شأن تمويل ومواكبة مثل هذه المشاريع من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن يحدث فرصا جديدة للشغل لفائدة شباب المنطقة ويخلق قيمة مضافة محلية، وذلك عبر التشجيع على إحداث مقاولات صغيرة جدا وصغرى ومتوسطة، وتحسين مهارات الشباب.