العمران المستدام وحماية الأراضي الفلاحية في المؤتمر العربي الثالث للأراضي

في إطار المؤتمر العربي الثالث للأراضي الذي نظمته وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، شاركت مديرة الوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان، ناهد حمتامي، بمداخلة ناقشت فيها العلاقة بين التخطيط العمراني وحماية الأراضي الفلاحية والتحديات التي تواجه التنمية المستدامة في ظل التوسع الحضري المتزايد.

ركزت المديرة في عرضها على التأثير المباشر للتحضر على الأراضي الزراعية موضحة أن النمو العمراني العشوائي يهدد الأمن الغذائي ويساهم في استنزاف الموارد الطبيعية التي تعد أساس النشاط الفلاحي وهو ما يفرض تحديات كبرى على صناع القرار من أجل تحقيق توازن بين التنمية الحضرية والاستغلال المستدام للأراضي.

كما أشارت إلى أن انتشار العمران في المناطق الفلاحية يؤدي إلى مشكلات بيئية خطيرة مثل تلوث الموارد المائية وتدهور جودة التربة إلى جانب التضييق على الفلاحين وعرقلة الأنشطة الزراعية مما يستدعي البحث عن حلول مبتكرة لحماية هذه المساحات وضمان استدامتها في ظل التحولات الحضرية المتسارعة.

وفي هذا السياق، قدمت المديرة مجموعة من المقاربات التي يمكن اعتمادها من أجل حماية الأراضي الفلاحية من زحف العمران حيث أكدت على ضرورة وضع استراتيجيات تخطيط حضري تأخذ بعين الاعتبار التوسع المستدام مع احترام الأراضي الزراعية إضافة إلى تبني سياسات تنموية متكاملة تحقق التوازن بين التطوير العمراني والحفاظ على البيئة.

وأوضحت أن استخدام التكنولوجيا الحديثة يمكن أن يسهم في تقييم تأثير المشاريع الحضرية على الأراضي الفلاحية مما يتيح اتخاذ قرارات أكثر دقة في التخطيط كما شددت على أهمية إشراك المجتمع المحلي في عملية اتخاذ القرار لضمان تحقيق تنمية عادلة ومستدامة تستجيب لحاجيات الساكنة وتحافظ في الوقت ذاته على المساحات الزراعية.

واختتمت المديرة مداخلتها بالتأكيد على أن تبني سياسات مبتكرة في مجال التخطيط العمراني يمثل السبيل الأمثل لتعزيز الحوكمة المستدامة للأراضي الفلاحية مشيرة إلى ضرورة تطوير آليات جديدة تتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة مما يسهم في تأمين مستقبل زراعي أكثر استقرارا ويحمي الموارد الطبيعية من التأثيرات السلبية للتحضر المتسارع.