العجز في العمالة يعيق إعادة إعمار الحوز رغم توفر التمويل والدعم اللوجستي

العجز في العمالة يعيق إعادة إعمار الحوز رغم توفر التمويل والدعم اللوجستي
تتواصل الجهود الحثيثة لإعادة إعمار منطقة الحوز بعد الدمار الذي خلفه الزلزال، حيث شدد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، على أن الدولة قامت بعمل جبار للتعامل مع تداعيات الكارثة. وقد أشار إلى أن العقبات التي تعرقل إعادة البناء لا ترتبط بالتمويل، بل تتعلق بنقص اليد العاملة والضغط المتزايد على المواد الأولية، مما يؤثر على سرعة تنفيذ المشاريع.
في تصريح إعلامي، أكد السعدي أن المغرب تمكن من توفير التمويل اللازم في وقت قياسي رغم صعوبة التضاريس التي تعيق حركة البناء، وهو ما ساهم في تمكين العديد من الأسر المتضررة من العودة إلى منازلهم. كما أوضح أن جميع القطاعات الحكومية المعنية عملت على تحسين البنية التحتية، من خلال إصلاح الطرق وبناء ممرات جديدة لتسهيل الوصول إلى القرى الجبلية، غير أن مشكلة نقص العمالة لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا، خاصة في مناطق مثل تارودانت.
أثارت تصريحات المسؤول الحكومي بشأن نقص العمال موجة من الانتقادات والسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى العديد من المتابعين أن هذا التصريح لا ينسجم مع الواقع، خصوصًا في ظل ارتفاع معدلات البطالة بالمغرب. وانتقد بعض المعلقين ما وصفوه بـ”التناقض الواضح” بين الحديث عن نقص اليد العاملة ووجود آلاف الشباب العاطلين عن العمل في مختلف المناطق.
في المقابل، لا يزال الجدل مستمرًا حول مسألة إقصاء بعض المتضررين من الدعم، حيث شدد السعدي على أن عمليات الإحصاء أُجريت بدقة مع مراجعة جميع الشكايات لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها. ومع ذلك، يرى البعض أن بطء الإجراءات وغياب الشفافية في توزيع الدعم يزيد من تعقيد الوضع، مما يخلق إحباطًا لدى المتضررين الذين ينتظرون تحسن ظروفهم المعيشية.
من جهة أخرى، يواجه العديد من ضحايا زلزال الحوز ظروفًا معيشية قاسية بسبب انخفاض درجات الحرارة وعدم حصولهم على الدعم المخصص لهم، في ظل تعثر عمليات إعادة الإعمار. كما أن تأخر التعويضات وضعف التنسيق بين الجهات المسؤولة يفاقمان معاناة الأسر المتضررة، مما يجعل البعض يشككون في قدرة الحكومة على تدبير الأزمة بشكل فعال.
وسط هذه التحديات، تتزايد مطالب المواطنين بضرورة تسريع وتيرة إعادة البناء واعتماد آليات أكثر شفافية لضمان استفادة جميع المتضررين من الدعم. كما يدعو البعض إلى إيجاد حلول عملية لمشكلة نقص اليد العاملة من خلال إطلاق برامج تحفيزية لاستقطاب العمالة المحلية، بهدف تجاوز العراقيل التي تعطل مشاريع إعادة الإعمار وتخفيف معاناة سكان الحوز.