منوعات

الرجل الأصفر: حكاية رجل سوري يحافظ على اللون ذاته منذ أكثر من 40 عامًا

الرجل الأصفر: حكاية رجل سوري يحافظ على اللون ذاته منذ أكثر من 40 عامًا

يعتبر “أبو زكور” أحد أبرز الشخصيات في مدينة حلب السورية، حيث أصبح معروفًا بلقب “الرجل الأصفر” بسبب اختياره للون الأصفر في كل تفاصيل حياته منذ أكثر من أربعة عقود. هذه الحكاية الغريبة تثير تساؤلات عديدة حول دوافع هذا الاختيار الغريب، وكيف استطاع أن يلتزم به طوال هذه الفترة الزمنية الطويلة. الرجل الأصفر لا يرتدي هذا اللون فقط في ملابسه، بل في كل شيء يملكه، من الإكسسوارات إلى مقتنياته الشخصية، ليعكس أسلوبًا حياة خاصًا يعبر عن التفاؤل والإيجابية.

منذ عام 1983، بدأ “أبو زكور” في ارتداء اللون الأصفر بشكل منتظم، ويعتبر هذا اللون جزءًا لا يتجزأ من شخصيته وهويته. فإلى جانب ملابسه التي تزينها درجات متعددة من الأصفر، اختار أيضًا أن يكون جميع متعلقاته الشخصية بنفس اللون، بما في ذلك نظاراته، ساعته، وحتي هاتفه المحمول. حتى ملابسه الداخلية التي يعلقها على حبل الغسيل لا تخرج عن هذه القاعدة الصارمة. مع مرور الوقت، أصبح “أبو زكور” أحد الرموز الشهيرة في حلب، بل أصبح حديث المدينة وأصبحت تلك الصفة جزءًا من هويته التي لا تُنسى.

مواطنو حلب لا يمكنهم أن يخطئوا في التعرف عليه؛ ملابسه الصفراء وأسلوبه المميز جعلاه رمزًا واضحًا بين الناس. وتظل ملابسه، التي تضم قبعات صفراء ونظارات وأحذية تحمل نفس اللون، موضوع حديث في شوارع المدينة. ليس هذا فقط، بل أنه أصبح يرمز للأمل والتفاؤل لدى الكثير من الأطفال الذين يجدون في لون ملابسه شيئًا من الفرح.

رغم الدعوات التي تلقاها للترشح لدخول موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية بسبب التزامه الثابت بهذا اللون، إلا أن “أبو زكور” اختار تأجيل هذه الخطوة في انتظار عودة الحياة الآمنة والطبيعية إلى سوريا. ورغم شهرة قصته الفريدة، إلا أن هذا الرجل السوري يؤمن بأن سعادته الحقيقية لا تكتمل إلا عندما تسعد باقي أفراد وطنه، وأن فرحه لا يكون كاملاً إلا في ظل سعادة الجميع.

لطالما كان “أبو زكور” يقاوم الضغوط الاجتماعية والانتقادات التي قد يتعرض لها من البعض بسبب أسلوبه الفريد. لكنه ببساطة اختار أن يكون نفسه. وبدلاً من محاولة التغيير ليتوافق مع ما هو متعارف عليه، تمسك بمعتقداته واختياراته التي تمثل له رسالة واضحة؛ وهي أن التفاؤل والإيجابية هما مفتاح الحياة.

أثناء تنقله في شوارع حلب، لا يتأثر “أبو زكور” بنظرات الغريبين أو تساؤلاتهم. فهو واثق في اختياره لهذا اللون، ويؤمن أنه يمكنه أن ينقل رسالة من خلاله. ليس هدفه الشهرة فحسب، بل ينشد أن يكون مصدرًا للسعادة لجميع من حوله، خاصة الأطفال الذين يعتبرهم أمل المستقبل. اللون الأصفر بالنسبة له ليس مجرد لون، بل هو رمز لحالة ذهنية تحمل التفاؤل، البهجة، والطاقة الإيجابية.

رغم أن أسلوبه الفريد قد يبدو غريبًا بالنسبة للبعض، إلا أن الرجل الأصفر استطاع أن يكسب قلوب الناس بفضل استمراره في سعيه لنشر السعادة في كل مكان يذهب إليه. في النهاية، يبقى “أبو زكور” شخصًا يطمح إلى رسم الابتسامة على وجوه من حوله، مسلّحًا بلون واحد يراه هو مفتاحه في إضفاء البهجة على حياته وحياة من حوله.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!