الرباط تشهد المنتدى الوطني الأول لتعزيز السياحة القروية والإيكولوجية وتحقيق التنمية المستدامة

في إطار التحولات العالمية المتسارعة التي يعرفها قطاع السياحة، برزت أهمية تطوير السياحة القروية والإيكولوجية كأحد المجالات الحيوية التي تعزز التنمية المحلية. ومع تزايد الاهتمام العالمي بالممارسات المستدامة، بات من الضروري اعتماد استراتيجيات تضمن حماية البيئة وتحقيق الاستفادة الاقتصادية والاجتماعية لسكان المناطق القروية.

وفي هذا السياق، يستعد ائتلاف مستثمري جنوب المغرب لتنظيم المنتدى الوطني الأول للسياحة القروية والإيكولوجية. يهدف هذا الحدث إلى تسليط الضوء على الفرص والإمكانات التي يوفرها هذا النوع من السياحة في المناطق القروية المغربية. كما يسعى المنتدى إلى استعراض مبادرات مبتكرة تعزز من حماية البيئة وتحسين مستوى عيش السكان المحليين عبر شراكات بناءة بين مختلف الفاعلين.

رؤية مستقبلية للسياحة المستدامة عبر تعاون شامل بين القطاعات

يشكل المنتدى فرصة متميزة لتطوير رؤية وطنية مشتركة حول السياحة المستدامة من خلال التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني. يسعى المغرب عبر هذا الحدث إلى ترسيخ مكانته كوجهة عالمية للسياحة البيئية التي تجمع بين حماية البيئة وتعزيز الاقتصاد المحلي. ومن المتوقع أن يسهم المنتدى في تحقيق تحول نوعي في مفهوم السياحة، مما يجعلها أكثر اندماجاً مع الطبيعة.

سيتخلل المنتدى نقاشات ومداخلات من خبراء محليين ودوليين حول تعزيز الاستثمارات في مشاريع السياحة البيئية. كما ستتناول النقاشات كيفية تحسين استغلال الموارد الطبيعية والثقافية لتصبح مناطق القرى وجهات سياحية مستدامة.

المنتدى في الرباط تحت شعار السياحة كشراكة بين الإنسان والطبيعة

تحتضن العاصمة الرباط هذا الحدث الهام في 26 أبريل المقبل تحت شعار “السياحة القروية والإيكولوجية: شراكة بين الإنسان والطبيعة”. وقد صرح السيد حاتم العناية، رئيس ائتلاف مستثمري جنوب المغرب، بأن المنتدى يهدف إلى الترويج للسياحة القروية كقطاع واعد يسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة. كما أوضح أن المنتدى سيركز على تعزيز التنمية المستدامة عبر تبني مشاريع سياحية تراعي البيئة وتدعم السكان.

إلى جانب ذلك، سيتم تسليط الضوء على التراث الثقافي والتقاليد المحلية التي تعد أحد أعمدة الجذب السياحي في المناطق القروية. وستجمع النقاشات مختلف الأطراف الفاعلة لتبادل الأفكار والخبرات حول تعزيز هذا القطاع وتحقيق الاستفادة القصوى منه.

محاور المنتدى وأهدافه الطموحة

يتناول المنتدى محاور متعددة تشمل السياحة القروية والإيكولوجية كمفهوم جديد، والتحديات المرتبطة بالاستثمار في هذا المجال. كما سيبحث في كيفية تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر السياحة البيئية، وتسليط الضوء على التراث الثقافي والطبيعي كعوامل جذب رئيسية. سيتم التركيز أيضاً على استراتيجيات التسويق والترويج التي تساعد في إبراز المناطق القروية كمقاصد سياحية متميزة.

من أبرز أهداف المنتدى أيضاً تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني. يسعى المنظمون إلى فتح آفاق جديدة للاستثمار في مشاريع مبتكرة تعكس التزام المغرب بتحقيق التنمية المستدامة.

قافلة وطنية لدعم السياحة القروية بمشاركة مختلف الجهات

للترويج للمنتدى والإعداد له، سيتم تنظيم قافلة وطنية تشمل مختلف جهات المملكة، تهدف إلى جمع الأطراف المعنية بالسياحة القروية والإيكولوجية. وستتخلل هذه القافلة أيام دراسية تُعقد بين الأول من فبراير والعشرين من أبريل 2025، بمشاركة ممثلين عن القطاع الحكومي والخاص، فضلاً عن المجتمع المدني.

من المتوقع أن تسفر هذه المبادرة عن توصيات عملية تسهم في تعزيز السياحة القروية وفق خارطة الطريق السياحية 2023-2026. ويأمل المنظمون أن يسهم المنتدى في بلورة رؤية موحدة تضع القرى المغربية ضمن الوجهات السياحية الأكثر استدامة على المستوى الإقليمي والدولي.

تعزيز السياحة المتنوعة لتحقيق عرض سياحي متكامل

إلى جانب السياحة القروية، يسعى المنتدى إلى تسليط الضوء على تنوع السياحة في المغرب. من السياحة الجبلية والصحراوية إلى السياحة الثقافية والتاريخية، يمكن للمغرب أن يقدم عرضاً سياحياً متكاملاً يدمج مختلف أنواع السياحة. يسهم هذا التنوع في جعل المغرب وجهة سياحية عالمية تلبي تطلعات السياح من مختلف الاهتمامات.

مع اختتام المنتدى، يتطلع المنظمون إلى الخروج بإجراءات وتوصيات عملية قادرة على تعزيز مكانة المغرب كمثال يحتذى به في تطوير السياحة المستدامة التي تخدم الإنسان وتحافظ على الطبيعة.