منوعات

إطلاق متحف إعادة بناء أكادير في ذكرى 65 عاما من إعادة إعمار المدينة

إطلاق متحف إعادة بناء أكادير في ذكرى 65 عاما من إعادة إعمار المدينة

أشرف رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، على تدشين متحف إعادة بناء أكادير، الذي يقع في المقر السابق لبنك المغرب. هذا المتحف جاء في إطار الاحتفال بالذكرى الـ 65 لإعادة إعمار مدينة أكادير، التي تتواصل فعالياتها بين 27 فبراير و5 مارس. ويعد هذا الحدث محطة مهمة في رحلة المدينة نحو إعادة البناء والتطور، ويتزامن مع برنامج التهيئة الحضرية لأكادير 2020 – 2024.

تأتي هذه المبادرة في إطار سعي السلطات المغربية إلى حفظ ذاكرة أكادير وتعريف الأجيال القادمة بالأحداث التي عاشتها المدينة. المتحف يسلط الضوء على الفترة التي تلت الزلزال المدمر في 1960، وكيفية إعادة بناء المدينة بعد الكارثة. يعتبر هذا المشروع جزءاً من الجهود المستمرة لجعل أكادير مدينة نموذجية في مجال التعمير والتنمية الحضرية. يشمل المتحف صوراً ووثائق توثق مراحل إعادة الإعمار ويعكس قوة التحمل والصمود التي أظهرتها ساكنة المدينة.

توافد العديد من الشخصيات البارزة في هذا الحدث، من بينهم والي جهة سوس- ماسة، عامل عمالة أكادير – إداوتنان، سعيد أمزازي، ورئيس مجلس الجهة، كريم أشنكلي، إضافة إلى رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، المهدي قطبي. وقد أكد أخنوش، خلال تصريحه للصحافة، على أهمية هذا اليوم الذي يصادف الذكرى الـ 65 لإعادة إعمار أكادير، مشيراً إلى الجهود التي بذلتها العائلة الملكية في بناء المدينة بعد الزلزال. كما أشار إلى أن عملية التشييد والبناء مستمرة بفضل الرؤى الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأضاف أخنوش أن المتحف لا يقتصر على إظهار لحظات الحزن التي عاشتها المدينة بعد الزلزال، بل يبرز كذلك كيفية تحول أكادير إلى مدينة حديثة تعكس التنمية المستدامة بفضل تكاتف جهود الدولة والمجتمع. وقال إن هذا المتحف يشكل مرجعية تاريخية ومعرفية، حيث يعرض صوراً توضح شكل المدينة قبل الزلزال وكيفية معايشة المواطنين للكوارث، فضلاً عن عرض التغيرات الهائلة التي حدثت أثناء إعادة البناء.

من جانبه، أكد المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، على أن المتحف يمثل فضاءً للذاكرة والحفاظ على التاريخ. وأوضح أن هذا المشروع يهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة بكيفية تعامل أكادير مع كارثة الزلزال وكيف تمكنت من تجاوز هذه المحنة بفضل التضامن الملكي والشعبي. وقال قطبي إن المتحف يعكس صورة أكادير كمدينة تعيد بناء نفسها باستمرار وتستشرف المستقبل بكل أمل. وأضاف أن المؤسسة الوطنية للمتاحف، بالتوجيهات الملكية السامية، تعمل على أن يكون لكل مدينة متحف يعكس ذاكرتها وثقافتها.

متحف إعادة بناء أكادير يمتد على مساحة تقدر بـ 1790 متر مربع، وقد تم تصميمه وفق أسلوب معماري عصري. يضم المتحف مجموعة كبيرة من الصور الثابتة والمتحركة التي تسلط الضوء على حجم الدمار الذي خلفه الزلزال، كما يتميز بمرافق متعددة تشمل فضاءً للاستقبال، قاعة للعروض الدائمة، قاعة للعرض المؤقت، فضاء محطات رقمية للاطلاع على الصور، بالإضافة إلى مقهى أدبي وفضاء مخصص للباحثين. تساهم هذه المساحات في تقديم تجربة تفاعلية للزوار مما يعزز من فهمهم للحدث التاريخي وأبعاده الاجتماعية.

في سياق الاحتفال بهذه المناسبة، أشرف أخنوش والوفد المرافق له على إعطاء انطلاقة أشغال تهيئة أربع ساحات عتيقة تم إحداثها مباشرة بعد الزلزال. تشمل هذه الساحات ساحة ولي العهد، ساحة ريالطو، ساحة انطلاقة المسيرة الخضراء، وساحة السوق البلدي. هذه الأشغال تندرج في إطار تحسين البنية التحتية للمدينة وتطوير فضاءاتها العامة، حيث تقدر الميزانية المخصصة لهذه الأشغال بـ 20 مليون درهم، مناصفة بين جماعة أكادير ووزارة إعداد التراب الوطني.

وقد تم التخطيط لهذه الأشغال لتشمل تبليط الساحات، إضافة مساحات خضراء، إنشاء نافورات، وتوفير إنارة حديثة وحوض مائي. وتأتي هذه المبادرة ضمن الجهود الرامية إلى تحسين جودة الحياة في المدينة، بما يتماشى مع تطلعات ساكنتها وتوجهات برامج التعمير الحديثة. يُتوقع أن تساهم هذه التحسينات في تعزيز الجاذبية السياحية للمدينة وجعلها بيئة أكثر جذباً للسكان والزوار.

في السياق ذاته، زار أخنوش معرضاً للصور الفوتوغرافية بعنوان “أكادير تنبعث من جديد”، والذي يعرض مجموعة من الصور التي توثق تطور المدينة منذ الزلزال وحتى يومنا هذا. من أبرز الصور المعروضة، صورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وهو يترأس حفل التوقيع على برنامج التهيئة الحضرية لأكادير 2020-2024، وصورة توثق لحظات الألم بعد الزلزال وصورة أخرى تبرز الروح الجماعية التي ساعدت في إعادة بناء المدينة.

ختاماً، زار أخنوش أيضاً معرضاً لأعمال طلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية في مركز المعلومات السياحية بكورنيش أكادير. تجسد هذه الفعالية حجم المشاركة المجتمعية في مشاريع إعادة إعمار المدينة وتنميتها، وهو ما يعكس بشكل واضح أهمية الثقافة والإبداع في إعادة تشكيل المدينة بما يتلاءم مع التطورات المعمارية والبيئية الحديثة.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!