إطلاق شراكة استراتيجية بين جامعة محمد الأول وبورصة الدار البيضاء لتعزيز الابتكار والثقافة المالية بجهة الشرق

إطلاق شراكة استراتيجية بين جامعة محمد الأول وبورصة الدار البيضاء لتعزيز الابتكار والثقافة المالية بجهة الشرق
في إطار سعيها المستمر لتنمية المنطقة الشرقية، تعاونت جامعة محمد الأول بوجدة مع بورصة الدار البيضاء لتطوير وتعزيز الأنشطة المالية والتعليمية في هذه الجهة.
وتم الإعلان عن هذه الشراكة المتميزة خلال المؤتمر الدولي الأول حول “المالية والذكاء الاصطناعي”، الذي تم تنظيمه بمناسبة هذه المبادرة. الهدف الرئيس من هذه الشراكة هو تعزيز الثقافة المالية والإدماج المالي عبر تقديم برامج تدريبية وفرص تعليمية جديدة للمجتمع الأكاديمي في المنطقة.
وتعد جهة الشرق إحدى المناطق ذات الإمكانات الاقتصادية الكبيرة في المغرب، حيث تمثل حوالي 7% من إجمالي سكان البلاد و11.5% من مساحته. تقع هذه الجهة في موقع استراتيجي، مما يجعلها وجهة مستقبلية للاستثمار في مجالات متعددة. تشمل هذه المشاريع المهيكلة مثل ميناء الناظور غرب المتوسط ومشاريع الطاقات المتجددة والسياحة، وهي مجالات تسهم في دعم النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة.
وتم توقيع الاتفاقية الرسمية في 18 فبراير 2024 بمدينة وجدة بحضور العديد من الشخصيات البارزة. من بين الحضور كان طارق الصنهاجي، المدير العام لبورصة الدار البيضاء، والسيد ياس زغلول، رئيس جامعة محمد الأول. تم التأكيد على أهمية هذه الشراكة في دعم الابتكار في مجال الثقافة المالية وإعداد الشباب لمواجهة التحديات الاقتصادية المستقبلية. كما تم توجيه الشكر لجميع الأطراف التي ساهمت في هذه المبادرة.
وفي حديثه عن التعاون، أكد طارق الصنهاجي أن هذه الشراكة تمثل خطوة هامة في تعزيز الابتكار الثقافي والمالي في المنطقة. وأشار إلى أن الهدف هو خلق بيئة ملائمة تسهم في تطوير شبكة مهنية قوية بين مختلف المؤسسات التعليمية والاقتصادية في المغرب. يضاف إلى ذلك أن هذه المبادرة ستسهم في تقديم تدريب عملي للطلاب على سوق المال، مما يعزز من خبراتهم ويهيئهم لمستقبل مهني واعد.
ومن جانبه، أوضح السيد ياس زغلول أن جامعة محمد الأول، من خلال مدرسة الذكاء الاصطناعي التابعة لها، ستكون على استعداد لقيادة هذه المبادرة بشكل ديناميكي. وأكد أن الجامعة تسعى لتعزيز مهارات الطلاب في مجال الثقافة المالية باستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة محورية. هذا التعاون سيسهم في تطوير تفكير الطلاب وتحفيزهم على التفكير النقدي وابتكار الحلول في المجال المالي.
بورصة الدار البيضاء لا تقتصر مشاركتها في هذه الشراكة على الدعم المالي فقط، بل تعمل أيضًا على تقديم مجموعة من البرامج التدريبية المتخصصة التي تشمل منح الطلاب إمكانية الوصول إلى منصات التداول الفعلي في البورصة. هذه المبادرة تهدف إلى تمكين الطلاب من اكتساب المهارات العملية اللازمة للتعامل مع السوق المالية الحقيقية. كما ستتيح لهم فرصة الحصول على شهادات معترف بها دوليًا، مثل شهادة CISI، مما يعزز من فرصهم المهنية في المستقبل.
كما تم تدشين غرفة تداول جامعية في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة في 18 فبراير 2024، وهي واحدة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز مهارات الطلاب الجامعيين في التعامل مع السوق المالية. وستسهم هذه الغرف في تطوير مهارات الطلبة بشكل مباشر، حيث سيتمكنون من محاكاة الواقع التجاري عبر استخدام أدوات وتقنيات حديثة توفرها بورصة الدار البيضاء.
وشهد المؤتمر الدولي الأول حول “المالية والذكاء الاصطناعي” حضور عدد من المتخصصين في المجال المالي والتعليمي من مختلف أنحاء العالم. تم مناقشة عدد من المواضيع الاقتصادية التي تهم المنطقة الشرقية، مثل الفلاحة، السياحة، الاقتصاد الدائري، والطاقات المتجددة. هذه المواضيع تتماشى مع اهتمامات بورصة الدار البيضاء وجامعة محمد الأول في توجيه الأنشطة التعليمية نحو القطاعات الاقتصادية الواعدة في المنطقة.
وتعكس هذه الشراكة بين جامعة محمد الأول وبورصة الدار البيضاء تطورًا كبيرًا في مجال التعليم المالي والتقني في المغرب. ويعد هذا التعاون فرصة ذهبية للطلاب في المنطقة للاستفادة من أحدث التقنيات والتدريبات المتخصصة في سوق المال. بفضل هذه المبادرات، ستواصل المنطقة الشرقية تعزيز دورها كمركز اقتصادي متميز في شمال أفريقيا، مستفيدة من جميع الإمكانيات المتاحة في المجال المالي.