أكثر من 200 إعلامي يناقشون القيادة النسائية في وسائل الإعلام
أكثر من 200 إعلامي يناقشون القيادة النسائية في وسائل الإعلام
التأم أكثر من 200 من الصحافيين والناشرين والخبراء في الصحافة المكتوبة والسمعي البصري من البلدان الفرنكفونية، أمس الاثنين بابن جرير، من أجل مناقشة موضوع القيادة النسائية في وسائل الإعلام، وذلك في إطار الدورة 49 من جلسات الصحافة الفرنكفونية.
ويتبادل المشاركون في هذه الجلسات، التي ينظمها الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكفونية إلى غاية 27 يوليوز الجاري، تحت شعار “القيادة النسائية في وسائل الإعلام : دور وسائل الإعلام في تعزيز القيادة النسائية”، الخبرات والتجارب حول هذه القضية المحورية.
وأكدت الرئيسة الجديدة للاتحاد، السيدة آن-سيسيل روبرت، التي خلفت السيد ماديامبال ديان، أن الدورة 49 لهذه الجلسات “تتوخى التئام جميع الأشخاص الذين يمكنهم إنتاج أفكار لتعزيز الحاجة إلى انفتاح وسائل الإعلام على القيادة النسائية، ولتشكل وسائل الإعلام منصات تتيح إبراز قضية المساواة بين الجنسين والتعبير عن أهميتها”.
وفي هذا السياق، أبرزت في تصريح للقناة الإخباريةM24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن انتخابها يشكل رمزا قويا على ذلك، لأن الاتحاد كان دائما ملتزما بحقوق المرأة، مشيرة إلى أنها “طريقة الاتحاد لترجمة أقواله إلى أفعال لأن الأقوال تبقى مجرد أفكار إن لم تنفذ”.
كما أشادت السيدة روبرت بالعمل “الرائع” الذي قام به فرع الاتحاد بالمغرب، معتبرة أن “ذلك بلا شك إشارة إلى أن الصحافة المغربية منفتحة على قضية المرأة وتمنحها القيمة الذي تستحقها”.
من جهتها، أوضحت رئيسة فرع الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكفونية بالمغرب، السيدة مريم ودغيري، أن موضوع هذه الجلسات هام جدا، لأنه لا تزال هناك تحديات كبيرة في هذا المجال، مضيفة أن هذه الجلسات “ستمكن من مناقشة وتبادل تجارب أكثر من 200 مهني في مجال الإعلام قادمين من نحو 40 بلدا ناطقا بالفرنسية، أغلبهم من أفريقيا”.
وقالت “سنخرج بخطة عمل وتوصيات”، مشيرة إلى أن الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية يعتزم إطلاق دراسة عالمية حول وضع النساء الصحافيات في البلدان الفرنكفونية، و”نحن جد فخورين بإطلاق هذه الدراسة من المغرب”.
وفيما يتعلق بالقيادة النسائية في وسائل الإعلام المغربية، نوهت السيدة ودغيري بالتقدم المحرز في السنوات الأخيرة، إلا أنه “لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لأنه يتواجد حاليا عدد قليل جدا من النساء في مراكز الإدارة العليا”.
وفي كلمة خلال حفل افتتاح هذه الجلسات، ذكر رئيس جامعة محمد الخامس متعددة التخصصات التقنية، السيد هشام الهبطي، أن النساء في الجسم الصحافي تحدين جميع العقبات و”كسبن مكانتهن كفاعلات إعلاميات أساسيات”.
واعتبر أن “إعطاء الميكروفون لسياسية أو رئيسة مقاولة أو مناضلة جمعوية يلهم أيضا ملايين الفتيات حول ما يمكن أن يحققنه في المستقبل. وعلى الرغم من كونها رمزية، إلا أن قوة الصورة التي تحتفظ بها الصحافة يمكن أن تثبت أنها رافعة بين الأجيال للإصلاح الاجتماعي”.
وقال “تتولى جامعة محمد الخامس متعددة التخصصات التقنية أيضا، كمؤسسة أكاديمية، دور الحاضنة الاجتماعية، لأننا نقوم بتكوين مواطني الغد”، مشيرا إلى أن هذا التكوين يتطلب كفاءات، وأيضا، وقبل كل شيء، نقل القيم القادرة على تحفيز التنمية على جميع المستويات”.
من جانبه، أكد الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، السيد مصطفى التيمي، أن أشغال هذه الجلسات ستساهم، بالنظر إلى المستويات، والمسارات وكفاءة المشاركين، والمنشطين والمتدخلين ذوي الخلفيات والخبرات المتنوعة، في فهم أفضل لقضايا المساواة بين الجنسين، ووضع الصحفيات في وسائل الإعلام.
وأضاف أن من شأنها إغناء التحليل من أجل تعميق التشخيص التشاركي، وتوليد معطيات كمية ونوعية جديدة حول الجوانب المرتبطة بموضوع اللقاء، مما سيؤدي بلا شك إلى استنتاجات وتوصيات مثيرة للاهتمام، والتي من المتوقع أن تحفز التفكير المبتكر والنقدي.
وشدد السيد التيمي، في هذا الصدد، على أن “تعزيز مشاركة المرأة وقيادتها يتوافق مع الالتزام القوي للمملكة، والتوجيهات الملكية السامية، على أساس قيم الانفتاح، والديمقراطية والمساواة التي تؤطر سياساتنا العامة”.
وتميز حفل افتتاح الجلسات بحضور، على الخصوص، السيد عزيز بوينيان، عامل إقليم الرحامنة، والسيدة كريستيان توبيرا، وزيرة العدل الفرنسية السابقة، وشخصيات أخرى من عالم الإعلام.
وتتطرق هذه الجلسات إلى مواضيع تهم، على الخصوص، “القيادة النسائية في الشركات الإعلامية : التجارب الناجحة، والتدابير الاستباقية..”، و”دور وسائل الإعلام في الرفع من مشاركة النساء والرجال في الإنتاج وصنع القرار”، و”النساء الصحافيات في مناطق الأزمات/النزاعات (بما في ذلك الأزمة الصحية)”، و”النساء في الحياة العامة : السياسة، الثقافة، الاقتصاد، النساء كقادة للرأي”.
وتعطي الدورة 49 لجلسات الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية، التي تمثل فضاء للتفكير والتبادل، الكلمة للقيادات النسائية لمناقشة هذه القضايا الأساسية ودراسة سبل الولوج العادل للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ويتعاون الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكفونية في هذه الدورة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط التي أدرجت في استراتيجيتها للتنمية تعزيز القيادة النسائية، سواء على المستوى الداخلي بتدبير الموارد البشرية، أو على المستوى الخارجي بدعم العديد من المبادرات الهامة في إفريقيا.
وأنجز الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية، عبر فرعه بالمغرب، دراسة غير مسبوقة في سنة 2021 حول صورة ومكانة النساء في وسائل الإعلام في المغرب.
وتمثل الدورة 49 لجلسات الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية فرصة لتوسيع نطاق هذه الدراسة وإصدار تقرير عن الحالة الراهنة للقيادة النسائية في وسائل الإعلام في الدول الفرنكفونية.
وتنظم الجلسات الدولية للصحافة الفرنكفونية منذ 70 سنة في مناطق مختلفة من الفضاء الفرنكفوني، حيث تستضيف، على مدى ثلاثة أيام، في المتوسط ما بين 250 و300 مشارك.
واحتضنت مدينة كوناكري (غينيا) الجلسات 46 في سنة 2017، تلتها مدينة تساغكادزور (أرمينيا) التي استقبلت سنة 2018 المشاركين في الدورة 47، في حين احتضنت ياوندي (الكاميرون) في سنة 2019 الدورة 48 من هذه الجلسات.