الإطاحة بعصابة احتالت بالأورو في عملية نوعية نفذها الدرك الملكي بالقنيطرة

الإطاحة بعصابة احتالت بالأورو في عملية نوعية نفذها الدرك الملكي بالقنيطرة
تمكنت عناصر الدرك الملكي بالقنيطرة، في عملية أمنية دقيقة، من الإطاحة بعصابة احتيال خطيرة كانت تنشط في المناطق الغابوية النائية التابعة لجماعة عامر السفلية وسيدي يحيى. حيث كانت العصابة تستغل هذه المناطق المنعزلة لتنفيذ خططها الإجرامية بعيدًا عن الأنظار، واتخذت من الخيام وسيلة للتخفي وإبعاد الشكوك عنها.
وقد بدأت خيوط القضية بالتكشف عندما تقدم أحد الضحايا بشكاية رسمية، يوضح فيها أنه وقع ضحية لعملية نصب محكمة. حيث خسر مبلغًا ماليًا قدره خمسة ملايين سنتيم، بعد أن استُدرج بعناية إلى مكان معزول تحت وعود بتحويل مبلغ مالي كبير من عملة “الأورو” إلى الدرهم المغربي بأسعار أقل بكثير من السوق.
استراتيجيات نصب معقدة تكشفها التحقيقات
وأظهرت التحقيقات الأولية أن العصابة كانت تعتمد أساليب ذكية للإيقاع بضحاياها، حيث تقوم بإيهامهم بأنها تمتلك كميات هائلة من عملة “الأورو”. وتقوم بعد ذلك بإغراء الضحايا بأسعار غير واقعية لتلك العملة، مما يدفعهم إلى تصديق العرض والتوجه إلى أماكن مجهولة لإتمام الصفقة. ولكن بمجرد وصول الضحية، تقوم العصابة بمهاجمته وسلبه كل ما يملك قبل أن تختفي عن الأنظار.
وعلى الفور، باشرت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي تحقيقاتها الميدانية، حيث اعتمدت على تقنيات حديثة لرصد تحركات أفراد العصابة. وقد تبين أن جميع المشتبه فيهم من ذوي السوابق القضائية، وتتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا، مع تأكيد تورطهم في عمليات احتيال مشابهة على مدى شهور طويلة.
اقتحام محكم في توقيت حاسم
وفي ساعة متأخرة من الليل، شنت عناصر الدرك الملكي هجومًا مدروسًا على معسكر العصابة، الذي كان يقع وسط إحدى الغابات. وقد اتضح أن الموقع كان مؤمنًا بشكل دقيق، حيث أعد أفراد العصابة خيمًا محصنة، واتخذوا كلابًا شرسة لحمايتهم، من نوع “مالينوا”. ومع ذلك، نجحت عناصر الدرك في التسلل إلى المكان واعتقال أربعة أفراد من العصابة، بينهم امرأة.
كما أسفرت العملية عن حجز كميات من الأسلحة البيضاء التي كانت تستخدمها العصابة، بالإضافة إلى عدد كبير من الهواتف المحمولة التي يرجح أنها استُخدمت في التواصل بين أفراد العصابة. وتم أيضًا ضبط خمس دراجات نارية كانت تستعمل في التحرك السريع بعد تنفيذ عمليات النصب.
شهادات الضحايا تؤكد هوية الجناة
وفي أعقاب الإعلان عن نجاح العملية، توافد العديد من الضحايا إلى مركز الدرك الملكي، حيث تعرفوا بشكل مؤكد على أفراد العصابة الموقوفين. وأكدت شهاداتهم تطابق أوصاف الجناة مع المشتبه فيهم الذين ألقي القبض عليهم.
وأظهرت تحقيقات إضافية أن العصابة متورطة في عدد كبير من الجرائم المشابهة التي استهدفت أشخاصًا آخرين من مناطق متفرقة. ولا تزال التحقيقات جارية لتعقب باقي الأفراد المحتمل تورطهم في الشبكة الإجرامية.
إشراف أمني عالي الاحترافية
وجاءت هذه العملية النوعية تحت إشراف مباشر من القائد الجهوي عبد الناصر كسائع، الذي أشاد بجهود عناصر الدرك الملكي في هذه المهمة. وقد عكست هذه العملية مستوى عاليًا من التنسيق والاحترافية في التصدي للجريمة المنظمة وضمان سلامة المواطنين.
ويعد هذا الإنجاز الأمني نموذجًا للعمل المدروس والمنظم، حيث أثبت رجال الدرك الملكي قدرتهم على مجابهة التحديات الأمنية الكبرى. كما وجهت هذه العملية رسالة قوية تؤكد العزم على تطويق الأنشطة الإجرامية وتوفير الأمان لكل المواطنين في مختلف مناطق المملكة.