فن وثقافة

340 عارضا من 29 بلدا يساهمون في نجاح الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب

340 عارضا من 29 بلدا يساهمون في نجاح الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب

شهدت الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب التي اختتمت فعالياتها اليوم الأحد، مشاركة واسعة تمثلت في 340 عارضا مباشرا وغير مباشر، يمثلون 29 بلدا. هذا الحدث الذي استمر على مدى تسعة أيام في فضاء أنفا بارك بمدينة الدار البيضاء استقطب أكثر من 101 ألف زائر من مختلف الفئات العمرية، مما يؤكد الأهمية المتزايدة لهذا الموعد الثقافي المتميز.

وتميزت هذه الدورة بثراء الرصيد الوثائقي الذي تجاوز 40 ألف عنوان معروض، موزعة على أكثر من 150 ألف نسخة من الإصدارات المختلفة. وقد تم تنظيم هذه التظاهرة من طرف وزارة الثقافة والتواصل والشباب تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وقد حلّت منطقة والوني بروكسيل كضيف شرف لهذه النسخة، مما أتاح للجمهور الاطلاع على إصدارات متنوعة تعكس ثقافات وتجارب متعددة.

على الصعيد الثقافي الموازي، تضمنت فعاليات المعرض برنامجًا مهنيًا يهدف إلى دعم المؤلفين والرسامين الشباب من أجل تمكينهم من الاندماج في مجال صناعة كتاب الطفل والشباب. وشمل هذا البرنامج 70 نشاطًا متنوعًا من ندوات وورشات ولقاءات تكوينية، ركزت على التأليف والرسم والإخراج الفني. كما نظمت ورشات تدريبية خاصة بتدبير المكتبات المدرسية استفاد منها عدد من أطر وزارة التربية الوطنية، بهدف تحسين إدارة المكتبات وتطوير أدائها في المؤسسات التعليمية.

واحتضنت الفضاءات المخصصة للأنشطة الثقافية برنامجًا غنيًا بعنوان “كلمات الفنون”، حيث تم تقديم أكثر من 405 فقرات متنوعة شملت محاور متعددة مثل الكتابة الأدبية، الإعلام، السينما، المسرح، الموسيقى، الفنون التشكيلية، والتصميم. هذه الأنشطة لم تقتصر على تقديم محتوى ترفيهي فحسب، بل هدفت إلى تعزيز المهارات الفنية والإبداعية لدى الأطفال والشباب المشاركين.

كما كان للمعرض جانب مميز مخصص للأطفال، حيث استفاد أكثر من 20 ألف طفل من زيارات خاصة لمعرض أعمال الرسام البلجيكي الشهير “بيو”، مبتكر شخصيات سلسلة السنافر. وقد وفر هذا الفضاء تجربة تفاعلية مميزة للصغار، حيث اطلعوا على تفاصيل إبداع هذا الفنان وعالم شخصياته الشهيرة.

وفي أروقة العرض، قدمت المؤسسات المشاركة ومقاولات النشر سلسلة من الأنشطة الثقافية التي بلغ عددها 300 فقرة. وشملت هذه الأنشطة توقيع كتب، ورشات فنية ويدوية، ولقاءات تحسيسية تناولت موضوعات متعددة تهم الأطفال والشباب. هذه الأنشطة شكلت فرصة لخلق حوار مباشر بين المؤلفين والقراء، مما عزز التواصل الثقافي بين الأجيال.

من جانب آخر، حظيت الدورة بمواكبة إعلامية متميزة من قبل 65 منبرًا إعلاميًا بمختلف أشكاله المقروءة والمسموعة والمرئية، بالإضافة إلى متابعة حية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذا التغطية ساهمت في تسليط الضوء على أهمية المعرض ودوره في نشر ثقافة القراءة بين مختلف الشرائح المجتمعية.

وأشارت وزارة الثقافة والتواصل والشباب إلى أن هذه الدورة تعد محطة جديدة في مسار المعرض الذي يسعى إلى إشاعة ثقافة القراءة وتعزيز مكانة الكتاب كوسيلة أساسية لتحقيق التنمية البشرية. وقد برهن أطفال وشباب مدينة الدار البيضاء ونواحيها على مدى ارتباطهم بهذا الحدث الثقافي الكبير، من خلال الإقبال الواسع والمشاركة الفاعلة في مختلف الأنشطة.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!