ورشة وطنية حول تدريس مادة الفلسفة في سلك الثانوي الإعدادي
ورشة وطنية حول تدريس مادة الفلسفة في سلك الثانوي الإعدادي
يتواصل بمراكش تنظيم ورشة وطنية من أربعة أيام، حول تدريس مادة الفلسفة في السلك الثانوي الإعدادي، لفائدة 24 أستاذا، نصفهم من النساء، ويمثلون 12 أكاديمية جهوية للتربية والتكوين بالمملكة.
وتندرج الورشة التي يؤطرها متخصصون مرموقون ومفكرون وخبراء جامعيون مغاربة وفرنسيون، في إطار “مواعيد الفلسفة”، التي ينظمها المعهد الفرنسي بالمغرب، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش-آسفي، وعدة شركاء آخرين.
وتأتي الورشة التي تتواصل إلى غاية 10 نونبر الجاري، في إطار اختيارات الوزارة، لاسيما في ما يتصل بالتكوين المستمر وفتح النقاش من أجل النهوض بالفكر الفلسفي ومختلف أبعاد الفلسفة عبر الانطلاق من عدة تخصصات، من ضمنها العلوم الإنسانية.
وفي كلمة بالمناسبة، استعرض مدير المناهج والبرامج في وزارة التربية الوطنية، فؤاد شفيقي، تاريخ تدريس مادة الفلسفة في المنظومة التربوية بالمغرب، لافتا إلى أن التخصص يشكل اليوم مكونا رئيسيا في التعليم الثانوي التأهيلي.
ووفق دراسات حول سلك التعليم الثانوي التأهيلي، تتبع التلميذ المغربي ما مجموعه 200 ساعة تدريس لمادة الفلسفة، مما يؤكد الأهمية التي توليها الوزارة لهذه المادة، مضيفا أن المغرب يتوفر على 3600 أستاذ لمادة الفلسفة وزهاء ستين مفتشا، في سلك التعليم الثانوي التأهيلي.
وفي هذا الاتجاه أكد أهمية هذه المادة التي تشكل نقطة تلاقي عدة مواد على اعتبار أنها تصل بين مختلف التخصصات التي يتم تدريسها في السلك الثانوي التأهيلي.
وأضاف أن برنامج الفلسفة في هذا السلك يشمل كافة محاور التفكير الفلسفي، مسجلا الحاجة إلى إجراء تقييم لتجربة تدريس هذه المادة، وحصافة الأسئلة المدرّسة بشأنها ومدى اتساقها مع انتظارات الشباب.
من جهته، أكد مدير المعهد الفرنسي بمراكش، سيلفان ترويل أن هذه الورشة تستهل “مواعيد الفلسفة”، التظاهرة التي تلي “ليلة الفلسفة” التي نظمت منذ 8 سنوات.
وأوضح أن المعهد الفرنسي بالمغرب أعاد التفكير هذه السنة في هذه التظاهرة بعد توقف سنتين بسبب فيروس كورونا، بغرض ضمان انفتاحها على التعاون الجامعي والتربوي، مشيرا إلى أن رهان هذا الموعد يكمن في النهوض بمادة الفلسفة وتلاقح الأفكار بغرض كسب التحديات المعاصرة.
وفي تصريح لقناة إم 24 الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال أحمد كريمي، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش-آسفي، إن هذا التكوين يأتي في إطار اختيارات وزارة التربية الوطنية، لاسيما التكوين المستمر مع فتح النقاش مع المتخصصين المرموقين والمفكرين بغرض النهوض بالفكر الفلسفي ومختلف أبعاد الفلسفة من خلال الانطلاق من عدة تخصصات، من ضمنها العلوم الإنسانية والاجتماعية.
وشدد على أن هذه الورشة تتوخى النهوض بالتكوين المستمر لأساتذة هذه الشعبة على النحو الذي ينعكس إيجابا من وراء تدريس مادة الفلسفة ويحقق انبثاق التلاميذ وينمي حسهم النقدي.
وفي تصريح مماثل كشف جان باتيست بروني، المدير الفرنسي لـ”مواعيد الفلسفة”، أن هذا التكوين يشكل مناسبة للتفكير في هذه الممارسة الفلسفية حتى تنعكس مجتمعيا.
وخلص إلى أن دورة “مواعيد الفلسفة” تروم التفكير في الرهانات الكبرى والتحديات الراهنة، إضافة إلى التقاليد مع الانفتاح على الفكر العربي.