رياضة

نوال متوكل أول جوهرة نسائية لمعت في سماء الرياضة المغربية والعربية

نوال متوكل أول جوهرة نسائية لمعت في سماء الرياضة المغربية والعربية

رباب قسيمي _ الدار البيضاء

فتاة مغربية انتقلت لأمريكا لمتابعة دراستها، و بعد ثمانية أشهر من فقدانها أبيها دخلت التاريخ من بابه الواسع، لتصبح أول امرأة عربية و افريقية تفوز بذهبية.

نوال المتوكل الأسطورة المغربية الغنية عن التعريف، التي حررت جميع النساء، محجبات او لا.

يوم 8 أغسطس فازت نوال، بذهبية سباق 400 متر موانع، في الألعاب الأولمبية 1984, بلوس انجلوس. في ذلك اليوم دعا جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله بتسمية كل مولودة ولدت في ذلك اليوم التاريخي باسم نوال، احتفالا بانجازها التاريخي.

” اتصل بي جلالة الملك الحسن الثاني، لحظات بعد قطعي خط النهاية.” تحدثت نوال المتوكل.

“أخدني احد الأشخاص إلى غرفة خاصة، و قال ‘ جلالة الملك على الخط’حادثني جلالته قائلا: ‘ أنا فخور بك، الحماس يغمر المغرب. هذا الانتصار جعلنا كلنا سعداء و فخورون بك.’، كنت معقودة اللسان، لم أكن مصدقة انه جلالته كان مستيقظا و يشاهد السباق. كان الصباح باكر في المغرب.”

هذه الذهبية ساعدت على تغيير حياة المرأة المسلمة. في ذلك الوقت لم تتمكن المرأة العربية المسلمة من تحقيق أحلامها الرياضية، و أصبح العديد من النساء يأخذون نوال كقدوة لهم، حيث كانوا يرسلون لها خطابات و رسائل شكر.

ترعرعت نوال داخل عائلة رياضية، كان والدها محترف فن الجيدو و أمها قامت بالكرة الطائرة، أما الإخوة فمارسوا ألعاب القوى.

في سنة 1983، و بموهبتها قامت بلفت أنظار أحد الجامعات الأمريكية،  و انتقلت إلى أمريكا لمتابعة مسارها الدراسي بعد ان منحت لها منحة دراسية كاملة.

بعد أسبوع فارق أبوها الحياة، و قررت عائلتها إخفاء الأمر عليها لمدة ثلاثة أشهر. والدها رحمه الله، و مشجعها الأول لم يشهد إنجاز طفلته الصغيرة التاريخي و لم يشهد كيف غيرت مجرى حياة العديد من النساء العرب و المسلمات و الإفريقيات.

حصلت نوال على ذهبية سباق400 متر حواجز في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1983 بالدار البيضاء ، وذهبية 400 متر عدو في دورة الألعاب الأفريقية في القاهرة في نفس العام.

سنة 1993، دعت نوال بتأسيس السباق النسوي بالدارالبيضاء،  الذي أصبح الآن أحد أكبر الأحداث الرياضية.

انجازات نوال المتوكل لم تنحصر فقط في فوزها بالذهبيات، في 26 يوليو 2012، أصبحت أول امرأة عربية مسلمة تنتخب في منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، عملت نوال على تعزيز دور المرأة في الألعاب الأولمبية وفي المسؤوليات القيادية.

و أسندت لها مهام وزيرة للشباب والرياضة في حكومة المغرب 2007، تم عينت المتوكل في 27 يوليو 2008 رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد.

” عندي اعتقاد كبير أن بإمكان الرياضة التأثير على حياة الشخص للأبد. يمكنني تقسيم حياتي على مرحلتين، مرحلة قبل حصولي على الميدالية الذهبية،  و مرحلة بعد حصولي عليها.” و أضافت: ” تلك ال 54.61 ثانية غيرت حياتي.”

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!