فن وثقافة

ندوة حول القيمة الثقافية للحدائق التاريخية للضفتين بمراكش

ندوة حول القيمة الثقافية للحدائق التاريخية للضفتين بمراكش

شكل موضوع “الحدائق التاريخية للضفتين- تقاسم التعبيرات الثقافية من الأندلس إلى مراكش” محور ندوة نظمت، بمراكش،  بمشاركة ثلة من الباحثين الإسبان والمغاربة المهتمين بالتراث.

وهكذا أتاح هذا اللقاء الفرصة للمشاركين لإعادة النظر في جانب من التاريخ المشترك للضفتين، وخصوصا الجانب المتعلق بالحدائق التاريخية للبلدين.

وكان الهدف من هذا اللقاء هو تسليط الضوء على القيمة التاريخية والثقافية لأكثر الحدائق والساحات رمزية، مع التركيز المفصل على أوجه التشابه بين هذه الفضاءات المميزة الواقعة على ضفتي المضيق، عند نقطة التقاء بلدين جارين يجمعهما تاريخ مشترك طويل.

وأجمع المتدخلون في هذه الندوة على أن الحدائق التاريخية على مستوى الضفتين تشترك في العديد من عناصر التصميم والتكوين ويسودهما مناخ مشابه جدا، مشيرين إلى أن الحدائق كانت تشكل خلال التاريخ المشترك للبلدين “أسمى تعبير” عن الرفاه والجمالية والازدهار.

وفي كلمة بهذه المناسبة، سلطت مديرة التواصل بمؤسسة الثقافة الإسلامية، السيدة إينيس إليكسبورو، الضوء على مشروع يتعلق بإعادة التأهيل الشامل لحدائق أكدال في مراكش الذي قامت به مؤسستها، ويهدف إلى تثمين “هذه الحديقة الإسلامية الأقدم والأكبر في العالم”، وإحداث فرص عمل وتعزيز السياحة البيئية.

وأشارت في معرض تأكيدها على إرادة المغرب في إعادة ترميم هذه الحديقة التاريخية الممتدة على مساحة 340 هكتارا، إلى أن مؤسسة الثقافة الإسلامية قد أجرت أبحاثا تاريخية ومعمارية وهيدروليكية ونباتية على هذه الحديقة ، بالإضافة إلى دراسات أولية وعلمية تمهيدا لإطلاق مشروع إعادة تأهيل هذا الفضاء التاريخي.

من جانبه ، أشار السيد خوسيه ميغيل بويرتا بيلتشيث، المتخصص في الفن الإسلامي بجامعة غرناطة (إسبانيا) ، إلى أن الحضارة الإسلامية تولي أهمية كبيرة لإنشاء الحدائق كأماكن مثالية للسلام والتعايش، ولكن أيضا كأسمى تعبير روحي وحضاري للإنسان.

وفي عرض تحت عنوان “كتاب-حديقة قصر الحمراء وإنشاء الجنات في الأندلس”، حاول هذا الباحث الإسباني تسليط الضوء على الدور غير المعروف لحرفيي ومهندسي فن العمارة المسلمين الذين ساهموا في إنجاز هاته الروائع المعمارية والحدائق التاريخية والمشاريع الزراعية بالضفتين.

وتضمن برنامج هذا اللقاء عدة عروض تتعلق على وجه الخصوص بـموضوع “الحدائق في شعر الملحون” ، و “المنية الأندلسية، وحدائق السلطة” ، و “الحديقة الأندلسية والبيت العربي” ، و “حدائق مراكش: محمية رائعة للنباتات وأماكن التبادل والانفتاح “.

وتندرج هذه الندوة المنظمة بشكل مشترك بين معهد ثيربانتيس وجامعة القاضي عياض بمراكش، في إطار برنامج التبادل والإشعاع الثقافي”وجوه 2022” الذي أطلقته وزارة الثقافة والرياضة الاسبانية بالتعاون مع سفارة اسبانيا بالرباط، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب، بهدف دعم وتقوية الروابط التاريخية المشتركة بين اسبانيا والمغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock