مشاهير

مهرجان طنجة الدولي يكرم الفنان ربيع القاطي على عطاءه الفني

مهرجان طنجة الدولي يكرم الفنان ربيع القاطي على عطاءه الفني

شهدت مدينة طنجة حدثًا فنيًا استثنائيًا مع انطلاق مهرجانها الدولي للسينما تحت شعار “طنجة تتنفس السينما”. استقطب المهرجان نخبة من نجوم الشاشة وصنّاع الأفلام، وكان من أبرز اللحظات حضور الفنان المغربي ربيع القاطي الذي أضفى بريقًا خاصًا على الفعالية. تولى القاطي تقديم لجان التحكيم الخاصة بثلاث مسابقات رئيسية: “المسابقة الوطنية للفيلم القصير”، “المسابقة الدولية للفيلم القصير”، و**”المسابقة الدولية للفيلم الوثائقي”**، ليكون حضوره إضافة نوعية تعكس مكانته الرفيعة في الوسط الفني.

احتفى المهرجان بأكثر من خمسين عملًا سينمائيًا شاركت ضمن برامجه الرسمية، ما جعله منصة فنية تجمع بين الابتكار والتنوع الثقافي. قدّم المخرجون والمنتجون من مختلف أنحاء العالم أفلامًا تعكس تجاربهم وقصصهم، وسط أجواء تفاعلية حضرها جمهور متعطش للإبداع. تنوعت الأفلام بين مواضيع محلية وعالمية، مما جعل المهرجان نافذة مفتوحة على ثقافات متعددة أظهرت ثراء السينما وقدرتها على توحيد الشعوب.

لم يكن تكريم الشخصيات الفنية البارزة غائبًا عن المهرجان، حيث خُصّ المخرج المغربي الكبير مومن السميحي بتكريم خاص. هذا الاحتفاء جاء تقديرًا لمسيرته الطويلة التي تركت أثرًا عميقًا في السينما المغربية، سواء من خلال أعماله المميزة أو جهوده في دعم المواهب الشابة. كان هذا التكريم لحظة مؤثرة سلطت الضوء على الإرث السينمائي الذي قدمه السميحي، وأكدت أهمية تقدير القامات الفنية التي أثرت الساحة الثقافية.

أما الأفلام التي عُرضت خلال المهرجان فقد امتازت بتنوع مواضيعها وجرأتها في تناول قضايا إنسانية ومجتمعية. عكست هذه الأعمال رؤية المخرجين في معالجة قضايا الهوية، الثقافة، والصراعات الحديثة، مما أضفى على المهرجان طابعًا فكريًا إلى جانب البعد الفني. هذه العروض شكلت فرصة فريدة للجمهور لاكتشاف سينما مختلفة ومؤثرة تدمج بين الإبداع والتعبير الحر.

إلى جانب العروض السينمائية، كانت اللقاءات والندوات المرافقة للحدث مساحة حيوية للحوار بين صناع الأفلام والجمهور. أتاحت هذه الفعاليات الفرصة للتعمق في التحديات التي تواجه الصناعة السينمائية ومناقشة سبل تطويرها. كما لعبت دورًا محوريًا في تعزيز التفاهم الثقافي والتبادل الفكري بين المشاركين من جنسيات وخلفيات متعددة، مما أعطى المهرجان طابعًا عالميًا.

اختتم مهرجان طنجة الدولي فعالياته برسالة واضحة عن دور السينما في بناء جسور التواصل والإلهام. جمع الحدث بين الاحتفاء بالمواهب، تقديم عروض مميزة، وخلق فضاء للنقاشات العميقة، ليصبح منبرًا رائدًا يعكس طموحات السينما المغربية. كان تكريم ربيع القاطي ومومن السميحي أبرز محطات المهرجان، حيث جسّد لحظات من الاعتراف بالمجهودات الإبداعية والتأكيد على أن الفن السابع أداة قوية للتغيير الثقافي والاجتماعي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!