مشروع مغربي-ياباني لتحويل النفايات إلى طاقة نظيفة في الدار البيضاء

تسعى جماعة الدار البيضاء حاليًا إلى الانتهاء من مناقشاتها المتعلقة بمشروع ضخم يهدف إلى معالجة النفايات وتحويلها إلى طاقة نظيفة. ويتضمن المشروع تحالفًا مغربيًا-يابانيًا يضم شركتي “ناريفا” المغربية و”هيتاشي” اليابانية، إضافة إلى صندوق الاستثمار الياباني “EEI”. هذا المشروع سيكون خطوة كبيرة نحو تحسين إدارة النفايات في المدينة وتطبيق حلول بيئية مستدامة.

. يركز العرض الفائز على استخدام تقنية الحرق والتثمين الطاقي للنفايات (RDF)، وهي تقنية حديثة تسهم في تحويل النفايات إلى طاقة عبر حرقها واستخراج الطاقة منها بشكل فعال. يختلف هذا العرض عن العروض الأخرى التي اعتمدت على مزيج من تقنيات الدفن والتثمين باستخدام الوقود، مما جعل المشروع الفائز يتمتع بمزايا تقنية وتجارية كبيرة. ومن المتوقع أن يحدث هذا المشروع نقلة نوعية في التعامل مع النفايات في المنطقة.

. في هذا السياق، سيتم إنشاء المصنع في جماعة المجاطية أولاد طالب التابعة لإقليم مديونة، حيث سيستقبل المصنع الجديد حوالي 6 آلاف طن من النفايات الحضرية يوميًا. هذه النفايات ستأتي من الدار البيضاء والجماعات المجاورة في إقليمي مديونة والنواصر. مما سيسهم بشكل كبير في حل مشكلة النفايات في المنطقة، ويعزز إدارة المخلفات بشكل علمي وبيئي.

. تصل التكلفة الإجمالية للمشروع إلى حوالي 10 مليارات درهم، وهو استثمار كبير سيقوم بتحمله الشركاء الفائزون على مدى 20 عامًا. تجدر الإشارة إلى أن شركة “هيتاشي” اليابانية قد ساهمت سابقًا في تصميم أكبر وحدة لتحويل النفايات إلى طاقة في دبي، والتي كانت قادرة على استيعاب 5 آلاف طن يوميًا، مما يعكس الخبرة الواسعة لهذه الشركات في هذا المجال.

. من جهته، أوضح أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بقطاع النظافة، أن الجماعة قد اشترطت في طلب العروض وجود شريك مغربي ضمن التحالفات المتنافسة. وقد تراوحت العروض المقدمة بين شراكات مغربية-أجنبية وعروض أخرى أجنبية بالكامل. هذا التأكيد على أهمية الشراكة المغربية في المشروع يعكس التوجه نحو تعزيز التعاون بين الشركات المحلية والدولية لتحقيق أهداف بيئية واقتصادية.

. كما أضاف أفيلال أن الجماعة قد دخلت في مفاوضات متقدمة مع الشركات المختارة لضمان الاتفاق على جميع التفاصيل المالية والإدارية للمشروع. وأكد أن هذا المشروع يُعد من الأولويات الرئيسية لجماعة الدار البيضاء، وذلك بسبب دوره الكبير في تقليل حجم النفايات وتحسين طرق إدارتها بما يتماشى مع المعايير البيئية العالمية.

. ومن المتوقع أن يكون لهذا المشروع تأثير إيجابي كبير على البيئة من خلال تقليص النفايات الضارة وتحويلها إلى طاقة مفيدة. بالإضافة إلى ذلك، سيساهم المشروع في خلق فرص عمل جديدة وتحقيق فوائد اقتصادية للجماعة المحلية والدولة بشكل عام.