سياسة

مشاركة مغربية متميزة في قمة الاتحاد الإفريقي 2025

مشاركة مغربية متميزة في قمة الاتحاد الإفريقي 2025

شهدت الدورة العادية الثامنة والثلاثين لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، التي أقيمت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مشاركة مغربية بارزة ومعززة بإسهامات حيوية في العديد من القضايا المهمة المطروحة. وقد اختتمت أعمال القمة في ساعة متأخرة من ليلة الأحد، إلا أن الدور البارز للمغرب في القمة كان محل تقدير واسع، حيث قدمت المملكة مساهمات قيمة على كافة الأصعدة.

وفيما يتعلق بقضايا السلم والأمن، ركز الوفد المغربي على أهمية احترام المبادئ الأساسية مثل حسن الجوار والحوار بين الدول. وأكد الوفد على ضرورة تجنب التدخل في الشؤون الداخلية للدول وضرورة احترام سيادتها ووحدتها الترابية. كما أشار إلى أهمية العمل على تجنب دعم الجماعات الإرهابية والانفصالية، التي تزعزع الاستقرار في مختلف أنحاء القارة. في هذا السياق، اعتبر الوفد أن تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية يعد ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار في القارة.

بالإضافة إلى ذلك، ركز المغرب في القمة على الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي، وأكد دعمه لتحول مؤسسي طموح يسهم في تعزيز دور الاتحاد ورفع مستوى تمثيله على الساحة الدولية. وشدد الوفد على ضرورة إعادة هيكلة مكونات الاتحاد لتحسين الأداء العام للمنظمة. وأوضح أن تعزيز الحكامة الإدارية والمالية الجيدة يجب أن يكون في قلب جهود الإصلاح لضمان فعالية أكبر في تنفيذ البرامج والمشروعات القارية.

من جهة أخرى، سلط الوفد المغربي الضوء على قضايا المناخ في القمة، وأكد التزام المملكة الثابت في دعم جهود القارة الإفريقية لبناء نموذج خاص بالمرونة المناخية. وأشار الوفد إلى أن المغرب يواصل العمل على إطلاق المبادرات الملكية التي تساهم في تعزيز الشراكات الاستراتيجية لمكافحة آثار التغيرات المناخية. كما شدد على أهمية توفير الدعم المالي والتقني الذي يتماشى مع التحديات المناخية التي تواجهها القارة.

على صعيد آخر، تناول الوفد المغربي قضايا الأمن الصحي وناقش الإجراءات العديدة التي اتخذها المغرب لتعزيز التعاون القاري في هذا المجال. من أبرز هذه الإجراءات، قيام المغرب بتوفير أول اختبار مغربي الصنع للكشف عن مرض جدري القردة، حيث تم تزويد البلدان الإفريقية المتضررة بهذا الاختبار. كما أكد الوفد على التزام المملكة بدعم المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض وتعزيز التعاون الصحي بين الدول الإفريقية لمكافحة الأوبئة والأمراض.

وفيما يخص مشاركة الاتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين، شدد الوفد المغربي على ضرورة تمكين المنظمة الإفريقية من أدوات فعالة للمشاركة في هذا المنتدى الدولي المهم. وأكد الوفد على ضرورة ضمان مقاربة شاملة لتوحيد المواقف الإفريقية في القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية، بهدف تعزيز الفوائد التي يمكن أن تعود على القارة من خلال هذه المشاركة.

وبذلك، تظهر مشاركة المغرب في قمة الاتحاد الإفريقي 2025 كإضافة قيمة للمساعي المشتركة لدول القارة، حيث كانت المملكة في طليعة المبادرات والمقترحات التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في إفريقيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!