مسرح رياض السلطان يحتفي بثلاث سنوات من الإبداع والتنوع الثقافي ببرنامج غني بالعروض واللقاءات الفنية

يواصل مسرح رياض السلطان برنامجه الثقافي لشهر فبراير محتفيًا بثلاث سنوات من الانفتاح على ثقافة القرب في إطار موسم ثقافي يحمل هوية بصرية جديدة تمزج بين الحداثة والأصالة. ويسعى المسرح من خلال هذه الرؤية المتجددة إلى تعزيز موقعه كفضاء للإبداع الفني والتبادل الثقافي مع التأكيد على التزامه بالتنوع الفني وتيسير الولوج إلى الثقافة للجميع.

استُهل البرنامج يوم السبت الماضي باستضافة أكاديمية علي زاوا للمهن الثقافية باعتبارها أول مبادرة في المغرب تُعنى بالتكوين والإدماج في الصناعات الثقافية وإدارة المشاريع الإبداعية. ويتواصل البرنامج يوم السبت 8 فبراير مع عرض مسرحية “الجدار، الضوء نفسه أغمق” للمخرج ياسين أحجام التي تستكشف مصير شخصين معزولين مفصولين بجدار في معالجة عميقة لموضوعات الوحدة وخيبة الأمل.

يُخصص صباح الخميس 13 فبراير لجمهور التلاميذ بعرض الفيلم السينمائي “خريف التفاح” بحضور مخرجه محمد مفتكر وهو عمل يمزج بين الواقع والخيال في رحلة بحث طفل صغير عن ماضي والدته مستكشفًا الروابط الأسرية والأسرار الدفينة. أما عشاق الموسيقى فسيكونون على موعد يوم السبت 15 فبراير مع حفلة موسيقية تجمع بين الجاز والفلامنكو وموسيقى العالم يحييها الثلاثي الإسباني “فران مولينا وورلد تشامبس” رفقة المغنية الكاميرونية “نيللي زوغا” في تجربة فريدة تمزج بين الإيقاعات العالمية وأنغام الشعوب.

تتواصل العروض المسرحية يوم الاثنين 17 فبراير مع مسرحية “أسرار صغيرة” للمخرج رشيد قاسيمي التي تغوص في العلاقات الإنسانية من خلال قصة زوجين يواجهان تحديات الحياة اليومية بمزيج من العواطف والمواقف غير المتوقعة. وفي واحدة من أبرز محطات البرنامج يحتفي المسرح مساء السبت 22 فبراير بالأدب من خلال لقاء فكري بعنوان “شعرية السرد في أعمال أحمد بوزفور” بمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد من بينهم لطيفة باقا وعبد القادر وساط وعبد اللطيف بنيحيى والعرابي لخصاصي حيث سيتم تسليط الضوء على فرادة أسلوب الكاتب في مجال القصة القصيرة إلى جانب قراءات ممسرحة بحضوره.

يشهد الأسبوع الأخير من الشهر إقامة فنية مميزة ينظمها المركز الوطني للكوريغرافيا بمدينة هافر الفرنسية بشراكة مع مسرح رياض السلطان خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 27 فبراير وتُختتم يوم الجمعة 28 فبراير بعرض الرقص “آب UP” للكوريغراف فؤاد بوصوف. يستعيد العرض ذكريات الطفولة عبر لغة الجسد والموسيقى في لقاء يجمع بين عازف الكمان غابرييل ماجو والراقص بول مولينا حيث يتم استلهام الحركات من كرة القدم في تجربة كوريغرافية تمزج بين الرياضة والفن بروح إبداعية وشاعرية.

إيمانًا بأهمية التكوين في دعم التنمية الاجتماعية والفنية يواصل المسرح تنظيم محترفاته في المسرح والرقص المعاصر والسيرك مفتوحًا أبوابه كل سبت وأحد أمام الأطفال والمراهقين والكبار ضمن فضاء تحفيزي يساعد على تطوير المهارات والتعبير عن الذات واكتشاف المواهب الكامنة. بهذا البرنامج المتكامل والجريء يحتفي مسرح رياض السلطان بثلاث سنوات من الإبداع والتفاعل الثقافي مواصلًا رسالته في نشر ثقافة القرب وتعزيز الصناعة الثقافية وإشراك الجمهور في صناعة لحظات استثنائية من الفن والتثاقف.