مجتمع

مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط : عملية إنتاج المعرفة ونشرها وترجمتها تشهد منعطفا بنيويا

مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط : عملية إنتاج المعرفة ونشرها وترجمتها تشهد منعطفا بنيويا

أكد مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، عبد الفتاح الحجمري، أن عملية إنتاج المعرفة ونشرها وترجمتها يشهد اليوم منعطفا بنيويا.

وأوضح الحجمري في محاضرة ألقاها، عن بعد، خلال مؤتمر (الألكسو) الثاني للغة العربية والتنوع الثقافي، أن “إنتاج المعرفة، التي تأثرت ، بكيفيات مختلفة ومتفاوتة، بتطور التقنيات، يشهد منعطفا بنيويا يمنح مضامين وأشكالا جديدة للنص المكتوب في ضوء العدة الرقمية، سواء كان هذا الإنتاج مؤلفا أو مترجما”.

وأضاف أن هذا “تساوق مع سعي العولمة إلى تنميط الأفكار وترويج قيمها ومعارفها، وتوحيد السوق الرمزية التي تنتج مضامينها بشتى وسائل التأثير والاستقطاب والجذب”.

وهذا لا ينفي ، في نظر الحجمري، وجود أشكال مغايرة لحركية المعرفة وممارسات ترجمية إبداعية تفرض ذاتها على الحقول الفكرية، سواء بالوسائل الكلاسيكية لإنتاج المعرفة ونشرها، أو اعتمادا على المصادر والأدوات الرقمية.

ويذهب عبد الفتاح الحجمري، إلى أن وظائف الترجمة متعددة، معتبرا أن النظر إليها بوصفها منتوجا، يعني أنها تخضع لعملية مركبة تلتقي فيها أكثر من إرادة، وتمر عبر شبكات، وتتأثر بسياقات ذاتية وثقافية.

كما يرى أن “العدة الرقمية” أدخلت عوامل جديدة على رأسها الترجمة المتداخلة الألسن، والإمكانيات الكبيرة لمبادلة الروابط، والوسائط، وولوج المنصات وتعدد الأبعاد الثقافية، والممارسات الفنية والتوثيق”.

ويخلص الحجمري إلى أن عمليات الترجمة في سياق الزمن الرقمي تؤدي إلى إعادة النظر في مجمل الممارسات الإبداعية بمختلف حقولها.

من جهته، أبرز المدير العام للمنظمة ، محمد ولد أعمر، أن تعليم اللغة العربية وتطوير تدريسها وتجويد مناهجها وتعميم استخدامها في جميع مراحل التعليم ”يبقى من أقوم المسالك” في النهوض بالعربية ” حتى نستعيد بها وظائفنا وأدوارنا الحضارية ونشارك الإنسانية في تحقيق رقيها الثقافي والاقتصادي”.

ولتحقيق هذه الأهداف، يضيف، يتطلب الأمر تنسيق الجهود ومضاعفتها لإتقان حوسبة اللغة العربية ومعالجتها وتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي وقواعد البيانات الكبرى لتيسير دراستها ومعرفتها، وكذا العمل على تطوير إنتاج المحتوى الرقمي العربي وإتاحته.

ويرى مدير المنظمة أن التوجه هو مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات والقطاعات العامة والخاصة.

وسجل أن تطوير اللغة العربية وحمايتها يكون بالعمل على استعمالها لمفاهيمها الحديثة وتطويرها، وتعميم استخدامها في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والتعليمية والعلمية والإعلامية والدينية، وفي مختلف الفضاءات، وفي المدارس والجامعات والمؤسسات.

يذكر أن المؤتمر الدولي الثاني للألكسو الذي نظم تحت شعار “اللغة العربية والتنوع الثقافي الإنساني” انعقد يومي 20 و 21 دجنبر الجاري بمقر المنظمة بتونس تزامنا مع الاحتفال باليوم الأممي للغة العربية ( 18 دجنبر من كل سنة).

وعرف المؤتمر مشاركة مختصين وباحثين في مجال اللغة العربية من العديد من الدول العربية من بينها المغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!