منوعات

مبادرة دولية جديدة لتعزيز الذكاء الاصطناعي لخدمة المصلحة العامة بمشاركة المغرب

مبادرة دولية جديدة لتعزيز الذكاء الاصطناعي لخدمة المصلحة العامة بمشاركة المغرب

في خطوة جديدة نحو تسريع تطور الذكاء الاصطناعي، أعلنت فرنسا عن إطلاق مبادرة دولية تحت اسم “Current AI”، والتي تمثل تعاوناً بين عدد من الدول من بينها المغرب. هذه المبادرة تأتي في وقت بالغ الأهمية، حيث تسعى الدول المشاركة إلى تحسين استخدام هذه التكنولوجيا لخدمة المصلحة العامة من خلال تعزيز الشفافية والأمان في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

تم الإعلان عن هذه المبادرة تزامنًا مع انطلاق قمة الذكاء الاصطناعي في باريس يوم الإثنين 10 فبراير 2025، وهو الحدث الذي شهد مشاركة دول متعددة مثل ألمانيا، سويسرا، فنلندا، نيجيريا، كينيا، تشيلي وسلوفينيا. القمة تضم العديد من الشخصيات البارزة في مجال التكنولوجيا والسياسة، مما يعكس اهتمام هذه الدول بقضايا الذكاء الاصطناعي وتنظيمه على الصعيدين المحلي والدولي.

تجدر الإشارة إلى أن المبادرة المدعومة من مجموعة من كبار قادة قطاع التكنولوجيا والشخصيات المؤثرة تضم أسماء مثل آرثر مينش، المدير التنفيذي لشركة Mistral AI، وفيدجي سيمو، رئيسة شركة Instacart وعضو مجلس إدارة OpenAI. كما أنها تستفيد من دعم شركات تكنولوجية كبرى مثل جوجل وسيلزفورس، إضافة إلى بيير أوميديار مؤسس eBay. هذه المشاركة الواسعة تعكس الأهمية المتزايدة التي يحظى بها الذكاء الاصطناعي في وقتنا الحاضر.

فيما يتعلق بالتمويل، حصل المشروع على استثمار أولي بقيمة 400 مليون دولار أمريكي، مع هدف الوصول إلى جمع 2.5 مليار دولار خلال خمس سنوات. هذا الاستثمار الكبير يهدف إلى تسهيل الوصول إلى قواعد البيانات العامة والخاصة في مجالات حيوية مثل الصحة والتعليم، كما يتضمن تطوير بنية تحتية تكنولوجية حديثة وتطوير أدوات مفتوحة المصدر التي تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل شفاف وآمن.

يضاف إلى ذلك، أن المبادرة تسعى لتطوير أنظمة وتقنيات جديدة لقياس الأثر الاجتماعي والبيئي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما سيضمن أن هذه التكنولوجيا تسهم بشكل إيجابي في المجتمعات على المستوى العالمي. هذه الخطوات تأتي في وقت تشهد فيه صناعة الذكاء الاصطناعي تسارعاً في تطورها، مما يجعل الحاجة إلى تنظيمها أكثر أهمية من أي وقت مضى.

في تصريحات له خلال إطلاق المبادرة، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن هذه المبادرة ستكون ذات أهمية كبيرة في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي في فرنسا وأوروبا. هذا من شأنه أن يسهم في تنويع السوق وتعزيز الابتكار التكنولوجي، مما يساعد في تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية واسعة على المدى البعيد. فرنسا تأمل أن يسهم هذا المشروع في تعزيز موقعها كمركز رئيسي في صناعة التكنولوجيا العالمية.

بالتوازي مع هذا الإطلاق، تجتمع في باريس عدد من الشخصيات البارزة من مختلف المجالات في قمة الذكاء الاصطناعي التي تستمر يومين، لمناقشة أفق المستقبل لهذه التكنولوجيا وكيفية تنظيم استخدامها بشكل عالمي. القمة تُعقد في قصر جراند باليه في باريس بحضور نحو 1500 ضيف من قادة سياسيين ورواد صناعة التكنولوجيا، منهم نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، ونائب رئيس الوزراء الصيني زانغ غويتشنغ.

الهدف الرئيسي من هذه القمة هو إيجاد أرضية مشتركة بين مختلف الدول لتطوير أطر تنظيمية ومرجعية للذكاء الاصطناعي، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل التطور السريع الذي تشهده هذه التكنولوجيا وتأثيرها المتزايد في مجالات متعددة مثل الرعاية الصحية والتعليم والأمن.

من المؤكد أن هذه المبادرة، بما تحتويه من شراكات قوية واستثمارات ضخمة، ستُسهم بشكل كبير في تحقيق تقدم ملحوظ في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعكس دور المغرب والدول المشاركة في بناء مستقبل أفضل يعتمد على الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمعات والشعوب في جميع أنحاء العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!