فن وثقافة

ما لم يقله أصحاب الأفلام المثيرة للجدل

ما لم يقله أصحاب الأفلام المثيرة للجدل

ياسين زيهران _ الدار البيضاء

كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن الأفلام السينمائية التي تتخللها لقطات إباحية، هذه الأفلام أصبحت حديث الساعة، وموضوع كل نقاش، تكاد لا تخلو مواقع التواصل الاجتماعي من الحديث عنها في هذه الايام.

قبل أن نخوض في هذا النقاش نتوقف أولا عند جملة يرددها الممثل الذي جسد الدور الإباحي أو مخرج الفيلم، مفادها أن الشخصية التي قامت بذلك الدور ليست هي شخصيته الحقيقية، وأنها تمثل الواقع الذي نعيشه؛ عبثا يريدون اقناعنا بهذه الكلمات، ربما يتحدثون عن واقع أخر غير الذي نعيشه، فلو كان حقيقة ما يقولون لوجد الفيلم إقبالا وترحيبا كبيرين من الجمهور، ولو كان حقيقة لما أخفوا الفيلم بين قاعات السينما..

أين هو ذلك الواقع الذي يمتلونه ؟ ربما هذا واقع فرنسا نموذجهم ومثلهم الأعلى ففيها تكثر حالات الإغتصاب، والتفكك الأسري, وانهيار المبادئ والأخلاق .. كيف يكون هذا واقعا نعيشه ودين البلاد الإسلام.

قد تكون هناك حالات قليلة ومعزولة ولكن لا يتم المجاهرة بها، وهذا طبيعي في كل المجتمعات المسلمة على مر التاريخ، وليس من دور الفنان أن يُخرج هذه الحالات إلى العلن وأن يقوم بتجسيد هذا الإنحراف، إلا إذا كان هو يعيش وسطه ويستمتع به ويريده أن يصبح شيئا عاديا في هذا المجتمع.

وفي هذه الحالة لن يستطيع التعبير عن واقع المجتمع لأنه ابتعد عنه كثيرا، وأصبح معزولا منفردا تشير إليه الأصابع والاتهامات. سينهمك في التبرير وشرح الغاية من الفيلم وأهدافه ولكن في الأخير سيصبح منبوذا مستبعدا لأنه خالف قيم المجتمع، وله فيما سبق خير مثال.

ألم يطرح هذا (الممثل)، وأنصار هذا التوجه، الذين يؤمنون بالإنفتاح والتحرر في هذا الإتجاه ويدعمونه، ويحلمون أن يسود في هذا المجتمع؛ كم هو عددكم في هذه البلاد؟ ربما إن بالغت في الرقم فهو لا يتجاوز رقما صغيرا وراء الفاصلة قبله العديد من الأصفار..
الغاية من هذه المعادلة لكي نبين أن الفرد هو الذي ينتمي للمجتمع وليس المجتمع الذي ينتمي للفرد، وأن المجتمع العريق لا يمكن أن تغريه شعارات تخفي وراءها هدما لمبادئه ومسلماته.

في الختام أقول للقائمين على المجال الفني أن يتقوا الله في أموال الشعب التي تمول بها هاته الأفلام، فهي لا تعالج الواقع، ولا ترقى أن تكون عملا فنيا. هذا لأنهم استوردوا بضاعة فاسدة من الغرب فلم تجد من يبتاعها ..

 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock