ماكرون يتمنى “تعزيز” العلاقات مع المغرب في رسالة إلى الملك ويؤكد له “احترام وإخلاص” فرنسا
ماكرون يتمنى “تعزيز” العلاقات مع المغرب في رسالة إلى الملك ويؤكد له “احترام وإخلاص” فرنسا
أظهرت رسالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربعه على العرش، استمرار ملامح الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين البلدين، إذ في الوقت الذي لا زالت فيها المملكة مُصرة على عدم إنهاء الفراغ الدبلوماسي في سفارتها بباريس، أعرب ماكرون عن أمله في أن تتعزز العلاقات بين البلدين بشكل أكبر.
ووفق نص البرقية، كما أعلنت عنها وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية، فقد أعرب الرئيس الفرنسي عن “متمنياته بالسعادة والصحة والنجاح” للملك محمد السادس، مجددا “الإعراب عن مشاعر الصداقة العميقة التي يكنها الشعب الفرنسي للشعب المغربي”.
لكن البرقية حملت أيضا رسائل تحت السطور، حيث أصر ماكرون على استحضار بلاده لـ”الإخلاص والاحترام” في علاقتها بالمغرب، قائلا “النجاحات التي حققها المغرب منذ بداية حكم جلالتكم وما حملته من زخم تحديثي كانت رائعة”، قبل أن يضيف أن “فرنسا، بإخلاص واحترام، جعلت دوما التعاون مع المغرب أولوية”.
وأعرب الرئيس الفرنسي عن قناعته بـ”القدرة النموذجية للشراكة الاستثنائية التي تربط فرنسا والمغرب كفيلة بإيجاد الأجوبة المناسبة للرهانات الكبرى في الوقت الراهن”، معبرا عن “يقينه في أن العلاقة بين فرنسا والمغرب قادرة على أن تنمو وتتعزز بشكل أكبر”.
وكان آخر تواصل علني بين زعيمي البلدين، عبر برقية أقصر من المعتاد بعث بها العاهل المغربي إلى الرئيس الفرنسي يوم 14 يوليوز 2023، مكونة من فقرتين موجزتين أعلنت عنهما وكالة الأنباء الرسمية، وتفادت البرقية التطرق إلى أي شيء يهم العلاقات المغربية الفرنسية.
وجاء فيه القصاصة “بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، وذلك بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني، وأضافت أن الملك أعرب “عن أحر تهانئه للرئيس إيمانويل ماكرون، مقرونة بمتمنياته للشعب الفرنسي بمزيد الازدهار والرخاء”.
ويتزامن ذلك مع مرور أكثر من 6 أشهر على الفراغ الذي تعيشه السفارة المغربية في باريس، وذلك بعدما نشرت الجريدة الرسمية بلاغا لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، صادر بتاريخ 19 يناير 2023، يتم بموجبه إنهاء مهام محمد بنشعبون كسفير للمغرب لدى فرنسا بتعليمات من الملك محمد السادس.
ونُشر هذا البلاغ في الجريدة الرسمية بتاريخ 2 فبراير 2023، أي بعد شهر من استقبال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للسفير الفرنسي الجديد بالرباط، كرسيتوف لوكورتيي، الذي قدم نسخا من أوراق اعتماده بصفته سفيرا مفوضاً فوق العادة للجمهورية الفرنسية لدى الملك محمد السادس، وذلك بتاريخ 30 دجنبر 2022، وإلى حدود الساعة لم يُستقبل من طرف الملك.
وعمليا، كان الملك محمد السادس قد أبعد بن شعبون عن باريس عندما عينه يوم 19 أكتوبر 2022 مديرا عاما لصندوق الاستثمار الذي يحمل اسم العاهل المغربي، ولم تنجح زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، إلى الرباط، يوم 16 دجنبر الماضي، ولقاؤها بنظيرها المغربي ناصر بوريطة، في طي صفحة الأزمة وإقناع المملكة بتعيين سفير جديد.