مؤتمر الكشاف المغربي في بوزنيقة: مرحلة جديدة نحو تعزيز دور الشباب والمجتمع

انطلقت فعاليات المؤتمر الوطني الثامن لمنظمة الكشاف المغربي يوم الجمعة في المركز الدولي مولاي رشيد للشباب والطفولة في بوزنيقة، تحت شعار “الحركة الكشفية والعمل التطوعي: تجديد للالتزام.. ترسيخ للهوية.. بناء للمستقبل”. تعتبر هذه المناسبة فرصة هامة لتقييم التجربة الكشفية والبحث في سبل تطويرها بما يتماشى مع التحديات المستقبلية.

في مستهل الجلسات الافتتاحية، شدد السيد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، على الدور الكبير الذي تلعبه منظمة الكشاف المغربي في تقوية روح المواطنة والهوية الوطنية لدى الشباب. وأكد بركة على أهمية المنظمة في تعزيز القيم الأساسية لدى الأجيال القادمة، وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في التنمية الوطنية. ومن خلال حديثه، أبرز كذلك أن هذا المؤتمر يمثل نقطة انطلاق لتقييم الأداء السابق وتحديد أهداف جديدة لتحقيق تطور ملموس في مختلف المجالات.

كما تطرق بركة إلى ضرورة تكثيف الجهود في مجالات محاربة الأمية الرقمية وتطوير وعي الشباب بأهمية الانتماء للمجتمع. وهذا يتطلب تعزيز آليات التحفيز التي تدفع الشباب للمساهمة في الأوراش التنموية التي تهم المملكة. وتأتي هذه الدعوات في سياق السعي المستمر للمنظمة إلى مواكبة التحولات الوطنية والدولية بما يعزز من فعاليتها.

أما القائد محمد نوفل عامر، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، فقد أكد على أهمية هذه الدورة في إعادة هيكلة وتنظيم العمل الكشفي في المغرب. وقد أشار إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تطوير أساليب التسيير وتوسيع نطاق الأنشطة الكشفية لتشمل جميع فئات المجتمع، بما يضمن استمرارية المنظمة وتأثيرها الإيجابي في المستقبل. وأضاف أن شعار الدورة يبرز الإصرار على تجديد وتعزيز الدور الوطني الذي لعبته المنظمة منذ الاستقلال، مستعرضًا مختلف المحطات التي شهدت تفاعلًا كبيرًا مع القضايا الوطنية.

في تصريح آخر، شدد القائد علال الخصال باسم القيادة العامة للمنظمة على التحديات التي تواجهها في ظل الظروف الحالية، محليًا ودوليًا. فقد أكد على ضرورة مواكبة التطورات الحاصلة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بما يضمن استمرارية العمل التطوعي. وأوضح أن المنظمة تعمل على نشر قيم التطوع وترسيخها في سلوكيات الأفراد، مع الحرص على تضمين هذه المبادئ في مختلف المبادرات التي تقوم بها.

وقد تميزت الجلسة الافتتاحية بحضور ممثلين عن العديد من القطاعات الحكومية والمجتمع المدني، بالإضافة إلى تنظيمات كشفية من مختلف أنحاء المغرب والعالم العربي وأوروبا وأفريقيا. كما شهدت هذه الجلسة تكريم عدد من الشخصيات البارزة، بالإضافة إلى تنظيم عروض فنية ومعرض للصور والفيديوهات التي تستعرض المحطات المهمة في تاريخ المنظمة. وتمثل هذه الفعاليات جزءًا من الاحتفال بالإنجازات الكبيرة التي حققتها المنظمة خلال مسيرتها الطويلة.

خلال الأيام المقبلة من المؤتمر، سيشارك الحضور في جلسات مناقشة متعمقة تركز على مجموعة من المواضيع المهمة مثل “تنمية القيادات”، “تنمية العضوية والبرامج”، و”خدمة تنمية المجتمع”، بالإضافة إلى ورشات عمل حول “الإعلام والإشعاع الكشفي” و”الحكامة والتنظيم” و”الإستراتيجية”. كما سيشمل المؤتمر أيضًا المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي وانتخاب القائد العام الجديد للمنظمة وأعضاء المجلس الوطني. هذا ويسعى المؤتمر إلى وضع خطة شاملة تهدف إلى تعزيز دور الحركة الكشفية في المستقبل.