لأول مرة في المغرب…دراسة البروتوكولات الوطنية الأولى للتكفل بمرض السكيزوفيرنيا
اجتمع أخصائيون في الطب النفسي من الجامعات والقطاعات العمومية والخاصة والعسكرية، يوم الجمعة بمراكش، في إطار المؤتمر الوطني السادس للجمعية العلمية المغربية للأمراض النفسية، وذلك لتدارس مختلف جوانب هذا المرض.
ويناقش المشاركون في هذا المؤتمر، المنظم على مدى يومين، تحت شعار ” السكيزوفرينيا : مستجدات وتحديات”، تأثير التكنولوجيات الجديدة ومستجدات الممارسات العلاجية ومقاربات التدخل الطبي- الاجتماعي المرتبطة بهذا المرض النفسي.
كما يشكل المؤتمر مناسبة لتسليط الضوء على الابتكارات العلاجية المرتبطة بهذا المرض النفسي، بغرض بلورة، ولأول مرة في المغرب، البروتوكولات الوطنية الأولى للتكفل بمرض السكيزوفيرنيا.
وسيشكل هذا الدليل العلاجي، الذي سيمثل خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للمغرب، مرجعا علميا وطنيا للتكفل العلاجي بمرض انفصام الشخصية.
وقال البروفسور عبد الرزاق وناس، أستاذ الطب النفسي بكلية الطب والصيدلة بالرباط، ورئيس الجمعية العلمية المغربية للأمراض النفسية، “نهدف اليوم إلى تزويد بلادنا ببروتوكول علاجي في القطاعات العامة والخاصة والعسكرية”.
وصرح البروفسور أن هذه البروتوكولات العلاجية ستتم بلورتها بعد مشاورات معمقة وتوافقية بين الأطباء النفسيين، المغاربة والأجانب، وكل القطاعات (الجامعة، القطاع العام، والخاص والعسكري) وذلك بناء على التوصيات الدولية الصادرة عن مؤسسات، على غرار منظمة الصحة العالمية.
وأوضح أن “احترام هذه البروتوكولات من قبل الأطباء الذين يصفونها للعلاج، سيكون الضامن والأساس الذي تستند إليه المنظمات التي تعوض تكاليف العلاجات النفسية، لقبول أو رفض وصفة طبية نفسية ضد هذا المرض المعقد للغاية”.
وبخصوص مرض انفصام الشخصية، أشار الاختصاصي في الطب النفسي إلى أن 1 بالمئة من ساكنة المغرب تعاني من مرض انفصام الشخصية، أي حوالي 340 ألف مغربي، في حين يوجد على صعيد العالم بأسره 24 مليون مريض، أي 1 من بين كل 300 شخص.
وفي هذا السياق، أعرب عن أسفه لحقيقة أن بعض المرضى الذين يعانون من هذا المرض النفسي لم يتلقوا العلاج بعد وأن أسرهم تلجأ إلى الوسائل العلاجية التقليدية التي من شأنها أن تتسبب في تدهور حالتهم الصحية.
وكشف العديد من خيارات العلاج الفعالة للأشخاص المصابين بالفصام، من قبيل الأدوية والتثقيف النفسي والتدخلات الأسرية والعلاج السلوكي المعرفي وإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي، من خلال اكتساب مهارات عملية جديدة.
وخلص إلى أن اختيار موضوع الفصام لهذا المؤتمر يعكس الرغبة في استئصال الخرافات والتوهمات حول المرض النفسي، والتي تؤخر وتعيق العلاج الفعال.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الوطني السادس للجمعية العلمية المغربية للأمراض النفسية، يصادف اليوم العالمي ضد هذا المرض، على اعتبار أن المنظومة الدولية تحتفل كل 24 ماي باليوم العالمي للسكيزوفرينيا، و”هو مرض نفساني تحوم حوله معتقدات وخرافات تعطل وتؤخر الولوج لعلاجات فعالة متوفرة اليوم”.