فيلم “الوصايا” لسناء عكرود يعكس معاناة المرأة المطلقة ويثير قضايا الأسرة في المجتمع المغربي

في عرض خاص بمكتبة الرباط الوطنية، أقيم الحفل الأول لفيلم “الوصايا”، الذي يسلط الضوء على معاناة المرأة المطلقة في المجتمع المغربي. الفيلم الذي أخرجته وكتبته المبدعة سناء عكرود يروي قصة اجتماعية تلامس قضايا حساسة تتعلق بحقوق المرأة في داخل الأسرة، مثل الحضانة، الولاية، وزواج القاصرات. هذا الحدث الهام شهد حضور شخصيات بارزة في الحكومة المغربية، مثل وزير العدل عبد اللطيف وهبي، وزير الشباب والثقافة محمد مهدي بنسعيد، ووزيرة إعداد التراب الوطني فاطمة الزهراء المنصوري.

. الفيلم يمثل خطوة فنية هامة في إطار النقاش المجتمعي الذي يشهد تجددًا بشأن القضايا العائلية. خاصةً في ظل الإصلاحات التي أُدخلت على مدونة الأسرة في المغرب. وعبر تسع وصايا يتناول الفيلم قضايا حقوق المرأة في مؤسسة الأسرة، ليطرح أسئلة محورية عن الحقوق القانونية والاجتماعية للمرأة في المجتمع المغربي. في إطار هذا العمل، تبرز معركة امرأة تدعى “الضاوية”، وهي الشخصية الرئيسية التي تسعى للحفاظ على حضانة ابنتها بعد طلاقها، في مواقف تحاكي واقع العديد من النساء في المجتمع.

. كما تتشابك الأحداث في الفيلم ليُظهر ملامح من الواقع الاجتماعي الذي يعيشه المجتمع المغربي، مُركّزًا على قضايا الطلاق وحقوق المرأة. الفيلم يأخذنا في رحلة درامية واقعية تجمع بين النقاشات المجتمعية حول حقوق المرأة في المجتمع المغربي. من خلال هذا العمل الفني، يعكس الفيلم كيف أن مثل هذه القضايا لا تزال تشكل تحديات كبيرة في ظل الجهود المستمرة لإصلاح القوانين المتعلقة بالأسرة. وفي هذا السياق، أشار وزيرا العدل والشباب إلى أن الأعمال الفنية مثل “الوصايا” تساهم في تحفيز النقاش وتوجيه الأنظار إلى القضايا الحيوية التي تواجه الأسرة.

. على صعيد آخر، أكدت سناء عكرود في تصريحات صحفية على أهمية هذا العمل في إطار المساهمة في الإصلاحات الاجتماعية. وأوضحت أن هذا الفيلم يُعد جزءًا من المشروع الإصلاحي الذي يسعى إلى تحسين أوضاع النساء في المغرب. كما أضافت أن “الوصايا” يأتي في وقت بالغ الأهمية، حيث تسعى الحكومة المغربية إلى تعديل مدونة الأسرة بشكل يتماشى مع حقوق المرأة وحمايتها. بهذا الشكل، يعكس الفيلم المواقف الاجتماعية القانونية المتغيرة التي تعكس التعديلات التي شهدتها المدونة في السنوات الأخيرة.

. وأكدت عكرود أن هذا الفيلم يهدف إلى التأثير على النقاش العام بشأن دور المرأة في الأسرة. وهو يتطلب مشاركة فعالة من مختلف القوى الاجتماعية والسياسية في المشروع الإصلاحي. كما شددت على أن الهدف من العمل هو تغيير الفهم السائد حول قضايا المرأة، وهو يقدم رؤية جديدة لدور المرأة في المجتمع، ويُظهر كيفية مواءمة ذلك مع التعديلات القانونية الحديثة. بتأكيدها على دور الفن في إحداث التغيير، أشارت عكرود إلى أن “الوصايا” يحمل رسالة قوية تستدعي النظر في التعديلات التي شهدتها مدونة الأسرة، وتُسهم في تبني مواقف جديدة.

. الفيلم يسعى إلى تقديم أداة فنية تدعم تعزيز الحوار الاجتماعي بين مختلف فئات المجتمع، وفتح باب النقاش حول قضايا أسرية حساسة، مثل الطلاق والحضانة، التي تمثل تحديات حقيقية للمجتمع. ومن خلال تسليط الضوء على معاناة “الضاوية”، يقدم الفيلم نظرة إنسانية معبرة عن تجارب نساء مغربيات كثيرات يواجهن نفس التحديات في حياتهن اليومية. تلك القصص التي تُعرض بأداء فني قوي، تحفز على التفكير في كيفية تطوير الأنظمة القانونية لضمان حقوق المرأة في مختلف مراحل حياتها.