مشاهير

عادل الفاضلي يوضح رؤيته لاختيار الممثلين والجرأة في السينما بشكل متكامل

عادل الفاضلي يوضح رؤيته لاختيار الممثلين والجرأة في السينما بشكل متكامل

تحدث المخرج السينمائي المرموق عادل الفاضلي في لقاء حديث عن الأسس التي يعتمدها في اختيار الممثلين الذين يشاركون في أعماله. وأكد أن اختياره لا يقتصر على امتلاك الموهبة فقط، بل يتسع ليشمل قدرة الممثل على الانغماس الكامل في أبعاد الشخصية التي يقدمها. ويرى أن الأداء السينمائي الناجح يعتمد على تجاوب الممثل مع تحديات الدور بما يتطلبه من حساسية وإبداع، مما يجعل اختيار الممثلين قرارًا بالغ الأهمية في صياغة نجاح أي عمل سينمائي.

أشار الفاضلي كذلك إلى وجود نوع خاص من الممثلين الذين يمتلكون طاقة أدائية فريدة، مما يمنحهم تفوقًا ملحوظًا في تجسيد الشخصيات بعمق لا يتكرر كثيرًا. ويرى أن هؤلاء الفنانين يتميزون بالشجاعة في مواجهة متطلبات الأدوار الصعبة، وهي سمة يحرص المخرج على تواجدها في فريق العمل الخاص به. فهو يؤمن أن الممثل القادر على تحقيق التناغم بين أبعاد الشخصية ومتطلبات الدور يضيف قوة لا يمكن الاستغناء عنها لأي عمل فني.

لم يغفل الفاضلي الحديث عن أهمية التفاهم بين المخرج والممثل، واعتبر أن العلاقة بينهما حجر الأساس في نجاح الفيلم. وأوضح أن التفاهم يسهم في تقديم رؤية موحدة للعمل، حيث يتمكن المخرج من إيصال أفكاره بوضوح ويجد في الممثل شريكًا قادرًا على ترجمة هذه الأفكار إلى أداء نابض بالحياة. هذه الديناميكية بين المخرج والممثل تصبح عنصرًا حاسمًا في خلق عمل سينمائي متميز يلامس المشاهدين بعمق ويحقق الأثر المطلوب.

عند مناقشة مفهوم الجرأة في السينما، قدم الفاضلي رؤية مختلفة تتجاوز المفهوم التقليدي للمشاهد الجريئة أو المواضيع الحساسة. وأوضح أن الجرأة تتعلق بطرح الأفكار والمشاعر بطرق غير معتادة، بما يعكس الواقع بجوانبه المختلفة، حتى تلك التي قد تبدو مثيرة للجدل أو خارجة عن المألوف. ويرى أن السينما كفن يجب أن تتحدى القيود وأن تكون أداة لفتح النقاش حول قضايا مجتمعية لا يتم التطرق إليها غالبًا، مع الحرص على عدم الخروج عن الإطار الأخلاقي والفني في الوقت نفسه.

واعتبر الفاضلي أن الجرأة في السينما تمثل نوعًا من المواجهة مع المعايير السائدة في المجتمع، حيث يتطلب الأمر من المخرج الشجاعة لمواجهة الانتقادات والتحديات التي قد تثيرها أعماله. ولكنه أكد أن الجرأة لا تعني المخاطرة العشوائية، بل هي انعكاس لرؤية فنية واضحة تستند إلى وعي عميق بقضايا المجتمع وأبعادها. وبهذا، تصبح الجرأة وسيلة للتجديد في السينما وإيجاد طرق جديدة للتعبير تتسم بالعمق والتأثير.

من خلال أعماله، يعبر عادل الفاضلي عن مفهوم متكامل للجرأة في السينما، يجمع بين الأداء المتميز والفكرة الجريئة التي تتحدى التقاليد السينمائية. ويؤمن أن هذا المزج يتيح للفن السينمائي أن يخطو خطوات كبيرة نحو التطور، حيث يفتح المجال للجمهور لاستكشاف مواضيع جديدة وفهمها من منظور مختلف. ويظل هذا التوجه بالنسبة له اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفن على التأثير الإيجابي في المجتمع، وتحفيز الجمهور على تقبل التغيير من خلال القصص السينمائية الهادفة.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!