صخور الأطلس تكشف عن أقدم ديناصور سيرابودي في تاريخ المغرب

صخور الأطلس تكشف عن أقدم ديناصور سيرابودي في تاريخ المغرب
كشفت دراسة علمية حديثة عن اكتشاف مثير في منطقة “باثوني” الواقعة في جبال الأطلس المتوسط بالمغرب، حيث تم العثور على أقدم ديناصور سيرابودي معروف حتى الآن، وهو ما يعد إضافة كبيرة إلى سجل الحفريات العالمي، ويسلط الضوء على التطور المبكر لهذه المجموعة من الديناصورات التي تعود إلى العصور الجيولوجية القديمة. وقد نشرت نتائج هذا البحث في المجلة العلمية البريطانية المرموقة “رويال سوساييتي أوبن ساينس”، بمشاركة فريق من الباحثين الذين أكدوا أن هذا الاكتشاف يلقي الضوء على فترة غامضة من تاريخ تطور الديناصورات، حيث كانت المعلومات المتاحة عن هذه الحقبة محدودة للغاية، مما يجعل هذا الاكتشاف ذا أهمية علمية كبيرة.
وتنتمي ديناصورات سيرابودي إلى مجموعة طيريات الورك، وهي ديناصورات عاشت في مختلف أنحاء العالم خلال العصر الطباشيري، ولكن الأدلة الأحفورية تشير إلى أن أصولها تعود إلى العصر الجوراسي الأوسط، ومع ذلك، فإن الحفريات التي تعود إلى هذه الفترة نادرة للغاية، حيث لم يتم العثور سابقًا إلا على أحفورة واحدة تعود إلى العصر الكالوفي في المملكة المتحدة، وهي عبارة عن عظمة فخذ معزولة، وهذا النقص في العينات جعل من الصعب تتبع المراحل الأولى من تطور هذه المجموعة من الديناصورات.
وقد جاء الاكتشاف الجديد في المغرب ليسد بعض الفجوات المعرفية، حيث تم العثور على عظمة فخذ قريبة تعود إلى ديناصور سيرابودي في جبال الأطلس المتوسط، ورغم أن العينة المكتشفة جزئية، إلا أنها تحمل خصائص مميزة، مثل إزاحة رأس الفخذ على الرقبة بشكل خاص، وهو ما يربطها بديناصورات طيريات الورك، باستثناء بعض المجموعات الأكثر حداثة. ويُعد هذا الاكتشاف إضافة مهمة إلى سجل الحفريات، خاصة وأن المغرب كان قد شهد في السابق اكتشافات مماثلة، مثل العثور على أقدم أنكيلوصور في العالم، وهو ديناصور عشبي يُعد الأول من نوعه المكتشف في إفريقيا، بالإضافة إلى أحد أقدم ديناصورات ستيجوسورس.
هذه الاكتشافات المتتالية تؤكد أن منطقة الأطلس المتوسط تزخر بأدلة مهمة حول تنوع الديناصورات، مما يجعل من الضروري تكثيف الأبحاث والحفريات فيها لفهم أعمق لتطور ديناصورات طيريات الورك خلال العصور الجيولوجية القديمة. كما أن هذه الاكتشافات تسهم في تعزيز مكانة المغرب كواحد من أهم المواقع العالمية لدراسة تاريخ الديناصورات وتطورها، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحث العلمي في هذا المجال.