صحيفة “إلموندو فينانسييرو” تسلط الضوء على الثورة الصناعية التي يشهدها المغرب

صحيفة “إلموندو فينانسييرو” تسلط الضوء على الثورة الصناعية التي يشهدها المغرب
في تقرير نشرته صحيفة “إلموندو فينانسييرو” الإسبانية، تم تسليط الضوء على التقدم الكبير الذي حققه المغرب في تحديث بنيته التحتية وتنويع اقتصاده خلال العقدين الماضيين. وقد أشارت الصحيفة إلى أن المغرب شهد تحولات مذهلة على مختلف الأصعدة، معززة بتدفق الاستثمارات الوطنية والدولية التي ساعدت في دفع عجلة النمو الاقتصادي. تتناول الصحيفة في هذا التقرير دور الاستثمارات الضخمة التي بذلها المغرب لتحسين البنية التحتية وتأثير هذه الاستثمارات في تعزيز جاذبية المغرب على مستوى العالم.
منذ بداية الألفية الجديدة، شهد المغرب تحولاً ملحوظًا في كيفية التعامل مع بنية اقتصاده، حيث خصصت الحكومة موارد ضخمة من أجل تعزيز البنية التحتية التي تُعد إحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة. وقد ترك هذا التحول آثارًا إيجابية على قطاع الصناعة وعلى الانتقال الطاقي الذي بدأ يشهد تطورًا كبيرًا. كما أكدت الصحيفة أن المغرب استغل موقعه الجغرافي الاستراتيجي كبوابة للقارة الإفريقية لتعزيز مكانته الاقتصادية.
فضلاً عن ذلك، لعب المغرب دورًا محوريًا في خلق بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية من خلال توقيع العديد من اتفاقيات التجارة الحرة مع كبرى القوى الاقتصادية، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية. كما شهدت العلاقات التجارية مع الصين ودول إفريقيا جنوب الصحراء تطورًا كبيرًا، مما ساعد في تعزيز التكامل الاقتصادي مع هذه الدول. هذا التفاعل العالمي يساهم بشكل كبير في تحسين القدرة التنافسية للمغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفيما يخص قطاع النقل، فقد أصبحت موانئ المغرب جزء أساسيًا من هذه الثورة الصناعية. أبرزها ميناء طنجة المتوسط الذي يعد أحد أكبر الموانئ في البحر الأبيض المتوسط، حيث حطم هذا الميناء الأرقام القياسية في عام 2024، مما يعكس الاستثمارات الكبيرة في هذا القطاع. فقد استقبل الميناء أكثر من 10.24 مليون حاوية بزيادة بلغت 19 بالمئة مقارنة بالعام الذي قبله، مما يعكس تطورًا في التعاملات التجارية الدولية ويعزز موقع المغرب كمركز لوجستي مهم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
من جانب آخر، شهد قطاع النقل السككي في المغرب أيضًا تطورًا ملموسًا، حيث يواصل المغرب تطوير شبكة السكك الحديدية بشكل كبير. هذه المبادرة تعكس الوعي الكبير لدى المغرب بأهمية تطوير بنية النقل كعامل حاسم لتحفيز نمو القطاع الصناعي. فشبكة السكك الحديدية المتطورة تمثل عنصرًا مهمًا في تسهيل الحركة التجارية من الشمال إلى الجنوب، وهو ما يساهم في تعزيز الربط بين مختلف المدن المغربية والدول المجاورة.
في المقابل، تواصل مشاريع الموانئ الجديدة في المغرب توسيع نطاق تأثير البنية التحتية على نمو الاقتصاد. على سبيل المثال، يجري العمل على بناء ميناء الداخلة الجديد الذي من المقرر أن يتم الانتهاء منه قبل عام 2029. هذا الميناء سيكون له دور حاسم في مبادرة المحيط الأطلسي التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تعزيز التكامل التجاري بين دول الساحل وتوسيع آفاق التجارة الدولية.
تعد هذه التطورات في البنية التحتية للموانئ والسكك الحديدية، بالإضافة إلى الاستثمارات في الصناعات الحديثة، مثل صناعة السيارات، من أبرز المحركات التي دفعت بالمغرب إلى المركز الاقتصادي المتقدم. حيث تشكل صناعة السيارات الآن 22 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، ما يعكس التحولات الكبيرة التي شهدها القطاع الصناعي بالمغرب بفضل هذه الاستثمارات الضخمة.
ما يعكس التوجه الاستراتيجي للمغرب في تكثيف الجهود للاستفادة القصوى من موقعه الجغرافي، إلى جانب تعزيز بنيته التحتية.