مجتمع

شخص يضع شقيقته المعاقة في قفص للاحتجاج ضد الإهمال والتجاهل

شخص يضع شقيقته المعاقة في قفص للاحتجاج ضد الإهمال والتجاهل

في مدينة بني ملال، برزت حالة احتجاج غير تقليدية قام بها عبد المجيد المومني، عامل النظافة، الذي قرر أن يكون الصوت الذي يرفع الوعي بمعاناة أخته نجاة. الشابة التي تعيش مع إعاقة جسدية تتطلب رعاية مستمرة، تواجه صعوبة كبيرة في الحصول على حقوقها الأساسية. عبد المجيد، الذي يعاني من ظروف معيشية صعبة، لم يجد سوى وضع أخته في قفص كوسيلة للتعبير عن احتجاجه ضد الإهمال الذي طال مطالبها، في محاولة لفتح آذان المسؤولين للاستجابة لحاجاتها المشروعة.

عبد المجيد ليس فقط شقيقاً يهتم بمصير أخته، بل هو شخص يعاني هو الآخر من تحديات مالية واجتماعية. حالته المعيشية الصعبة جعلته يرى في معاناة أخته قضية مشتركة، حيث أصبحت الحاجة إلى توفير مصدر دخل مستقل لها أمراً لا يحتمل التأجيل. وقد طالب مراراً بتوفير “كشك” صغير لأخته كوسيلة لتأمين قوت يومها بشكل مستقل. هذه المطالب التي اعتبرها حقاً مشروعاً لها، لم تجد صدى إيجابياً من قبل المسؤولين رغم محاولاته المتواصلة.

نجاة المومني، الشابة التي تعيش مع إعاقة جسدية، تجد نفسها عالة على شقيقها بعد وفاة والديها. حالتها الصحية تتطلب عناية مستمرة، وتواجه صعوبة في التنقل بسبب تعطل كرسيها الكهربائي. رغم محاولاتها المستمرة للتواصل مع السلطات المحلية، إلا أن كل محاولاتها كانت تذهب سدى دون أي استجابة أو تقدم ملموس. حلمها البسيط هو أن تعيش حياة مستقلة، لكن هذه الأحلام تقابلها جدران من التجاهل.

من جانبه، لم يقتصر عبد المجيد على الاحتجاج فقط، بل قام بمحاولات جدية للحصول على حلول عملية. لقد قدم العديد من الطلبات إلى المجلس البلدي، رئيسه، والباشا للحصول على “كشك” كمصدر دخل ثابت لأخته، وهو ما يعتبره حلاً عملياً لرفع جزء من معاناتها اليومية. رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات، ظل الجواب غائباً، مما أضاف مزيداً من الإحباط إلى معاناة عبد المجيد. شعوره باليأس أصبح واضحاً بعد أن شعر بأن السلطات لا تأخذ هذه القضية على محمل الجد.

في تصريحاته، أشار عبد المجيد إلى الصعوبات التي يواجهها في تأمين الاحتياجات الأساسية لأخته. الكرسي الكهربائي الذي تحتاجه نجاة يتطلب مبلغاً يقدر بحوالي 30,000 درهم، وهو مبلغ يتجاوز قدراته المالية الحالية بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها. إضافة إلى ذلك، يعاني عبد المجيد من قروض مالية يضطر إلى سدادها، مما يجعل من المستحيل عليه تأمين هذا المبلغ. وقد وجه نداءً إلى جلالة الملك محمد السادس، مطالباً بتدخل عاجل لحل مشكلة أخته، مؤكداً أنها تستحق أن تُعامل بكرامة.

عبد المجيد لم يتوقف عند حدود الإحتجاج الشخصي فقط، بل عبر عن استيائه الكبير من الوضع الاجتماعي في المدينة. فقد أشار إلى وجود أشخاص غير مستحقين استفادوا من الأكشاك التي يفترض أن تكون مخصصة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وأكد أن هذه الفئة، والتي يجب أن تكون لها الأولوية في الحصول على هذه الفرص، تم استبعادها، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول عدالة توزيع هذه الفرص.

في هذا السياق، شدد عبد المجيد على أنه لا يسعى للحصول على صدقة أو مساعدة مجانية، بل على العكس، هو يسعى إلى تأمين حياة مستقرة وكريمة لأخته، حيث يرى أن حقها في ذلك حق مشروع لا جدال فيه. مطالبته للمسؤولين تتجاوز مجرد لفت الانتباه إلى وضعهما، بل تهدف إلى إيجاد حلول حقيقية تكفل لأخته حياة كريمة تليق بها.

كل هذه المعاناة والتحديات التي يواجهها عبد المجيد وأخته تجسد الصراع اليومي للحصول على الحقوق الإنسانية الأساسية، في وقت تغيب فيه الاستجابة الفعالة من الجهات المسؤولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!