سيدي مومن القرية المنسية : ماذا تغير خلال 19 سنة
تمر 19 سنة على أحداث 16 ماي الإرهابية ، التي هزت المغرب، ونفدها مجموعة من الشباب المتطرف القادم من حي سيدي مومن احد أكثر المناطق بالدارالبيضاء هشاشة وعزلة وتهميشا، والذي يضم أكبر التجمعات الصفيحية، وترتفع فيه معدلات البطالة والفقر، بالرغم من المجهودات التنموية لإخراج الحي وساكنته من العزلة والتهميش،
منطقة سيدي مومن التي تعرف انتشارا كبيرا للكلاب الضالة والحمير والعربات المجرورة التي لازالت منتشرة بالمنطقة بحكم التهميش والفقر الذي تعيشه معظم الأسر التي تضطر إلى” البحث عن قوتها اليومي بكل الطرق”،
ورغم الاهتمام الذي أعطي لتنمية المنطقة من طرف جلالة الملك خاصة بعد أحداث 16 ماي الأليمة التي وقعت بعد التغرير بشباب من أبنائها لارتكاب جرائمهم المعروفة التي ألحقت الدمار والخراب بنقط في القلب النابض للمغرب ، لازالت المنطقة تعرف تهميشا كبيرا نظرا لضعف بنياتها التحتية و غياب المرافق الاجتماعية و المناطق الخضراء و الرياضية المخصصة للشباب و الاطفال ..
وبعدما كانت هذه الأحداث الإرهابية مؤسفة ووصمت صفحة البلاد بنقطة سوداء، فقد سلطت الضوء على منطقة منسية تعيش في غياهب التهميش والإهمال ، لتحولها إلى واجهة مسلسلات الإصلاح والتغيير، الذي لم يأتي للأسف بسبب تضارب مصالح المنتخبين و السياسين .
المتجول بمنطقة سيدي مومن يلاحظ ظهور بعد مظاهر المدينة الحديثة والبداوية في نفس الوقت عربات الطرامواي الى جانب العربات المجرورة بالخيول و الحمير و بعض العمارات السكنية الحديثة الى جانب أكواج “القصدير” كما يجد بجوانب المستوصفات و المدارس فنادق الخيل والحمير وفي بعض المناطق الابقار والمواشي .
لا يخفى على الزائر ملاحظة استفحال ظاهرة احتلال الملك العمومي في غياب أي رقابة للسلطة المحلية او للمنتخبين الذين لازالوا عاجزين عن قيادة سفينة إخراج المنطقة من العزلة و التهميش الذي عانته على مدى سنين طويلة، سيما بعدما أصبحت هذه المنطقة في الاونة الأخيرة تعرف رواجا كبيرا ليس إقتصاديا او تجاريا وإنما في بيع واستهلاك الممنوعات .
هذا باختصار شديد، معاناة ومأساة حي “قرية ” سيدي مومن، التي تزخر بقطاع عمراني مهم جر على المنطقة ويلات الزحف الإسمنتي الذي يشيد بدون شروط ملائمة دون مراعاة للمساحات الخضراء .